Page 29 - merit 51
P. 29

‫‪27‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

 ‫ما تريد‪ .‬أحبته كما هو‪ ،‬أحبت اختلافه‬                  ‫الإلهة ماعت‬
   ‫عن غيره من الرجال‪ ،‬وشعرت‬
     ‫بأنه الرجل الذي يمكنها أن‬

 ‫تسكن إليه‪ ،‬ولم تغضب حين‬
‫لم يستطع أن يضرب الفتيان‬

   ‫الذين تعدوا عليهما حين‬
   ‫كانا م ًعا في الحديقة كما‬

                ‫ظن هو‪:‬‬
 ‫«‪ -‬أنا آسف‪ ،‬لقد خذلتك‪.‬‬

          ‫‪ -‬لماذا تأسف؟‬
   ‫‪ -‬لأنني لم أكن رج ًل‪،‬‬
     ‫اكتفيت بأن أكون أنا‪.‬‬
   ‫‪ -‬لم أهتم يو ًما للرجال‬
 ‫الأقوياء‪ ،‬أحببتك لأنك أنت‪،‬‬
   ‫حنون ولطيف‪ ،‬ولأنك تعد‬
    ‫لي البيتزا وتنصت لكل ما‬
 ‫أقوله‪ ،‬ولأنك تحترمني‪ ،‬لا يهم‬
   ‫إذا كنت قو ًّيا وقاد ًرا على اللكم‬
  ‫والضرب والركل‪ ،‬لا يهم إن كنت‬
  ‫شجا ًعا كفاية للقتل من أجلي‪ ،‬ما يهم‪..‬‬
  ‫أنني عندما أمسك إصبعك الأصغر‪ ،‬أشعر‬

                   ‫بالسكينة‪( .‬ص‪.)98 ،97‬‬
       ‫كان ميلاد يدرك أن أناه مختلفة عن أنوات‬
    ‫الآخرين‪ ،‬ولكنه كان يخجل منها ويشعر بالدونية‬
  ‫بسببها‪ ،‬إلا أن زينب بلورت هذا الاختلاف ومدحته‬
   ‫وأحبته كما أحبها ميلاد وإن خشي جرأتها وقوتها‬
   ‫ونزوعها نحو التحرر وواجهها بذلك «لم أعلم يو ًما‬
   ‫بوجود امرأة تشبهك‪ .‬أنت قوة لا أملك أن أقاومها‪،‬‬
  ‫كنت أعتقد أن كل البنات في طرابلس كالعجين يمكن‬
      ‫تشكيلهن حسب ما تريد‪ ،‬لكن ها أنت تثبتين لي‬

                              ‫العكس» (ص‪.)105‬‬
‫وبدأت هوية ميلاد المهتزة تبرز إلى جانب هوية زينب‬

     ‫الواثقة‪ ،‬فقد كان تفكيرها مختل ًفا متأثرة في ذلك‬
  ‫بعمها‪ ،‬ومؤمنة بأفكاره‪ ،‬كما كان لها أهداف تسعى‬
   ‫لتحقيقها؛ فقالت لميلاد ذات مرة في أثناء سباحتهما‬
 ‫في البحر‪« :‬ها‪ ،‬قد حققت هد ًفا ما في لائحتي»‪ .‬لم أكن‬
    ‫أعلم بوجود اللائحة قبل ذلك‪ ،‬إلا أن لزينب لائحة‬
  ‫بالأشياء التي أرادت تحقيقها؛ منها نشر كتابها عن‬
‫عمها ولوحاته‪ ،‬تقبيل الشخص المناسب في البحر تحت‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34