Page 100 - merit 54
P. 100

‫العـدد ‪54‬‬         ‫‪98‬‬

                                                      ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬  ‫د‪.‬فيصل الأحمر‬

                                                                             ‫(الجزائر)‬

                ‫تحت ظلال‬
‫«شجرة اللبخ»‪ ..‬أو‪ ..‬الأكل‬

      ‫من شجرة الهيمنة‬

‫كارل بوبر) هي قوة داخلية مسلم بها بعي ًدا عن كل‬               ‫‪ -1‬عتبات ميتافيزيقية‬                      ‫كيف‬
‫سبيل للمراجعة وللتفكير فيها‪ .‬هي الحقيقة المطلقة‪.‬‬
                                                      ‫يمكن للفرد في مجتمع لا يؤمن بالفردية أن‬
   ‫الحقيقة التي نتعامل معها داخل السرد وخارجه‬                                      ‫يبني دولة؟‬
    ‫(إن كان يمكننا في الحياة أن نتموقع خارج كل‬
                                                         ‫الإجابة هي ببساطة أن الدولة هي التي‬
   ‫سرد ممكن) على أنها مسلمة‪ .‬والتسليم هنا ياتي‬         ‫تفكك الفرد‪ .‬ولا شيء يبنى‪ .‬بل إن الدولة‬
‫على لسان الراوي «العليم»‪ ..‬وهي صفة إشكالية على‬           ‫التي هي المكافئ الرمزي لعالم القرية في‬
‫المستوى الإيديولوجي‪ ،‬لانها ترتكز على العلم المفرط‬
                                                         ‫الرواية التي نحن بصددها هي بناء يشبه العالم‬
      ‫الذي هو المركب الكلاسيكي للهيمنة الرمزية‪.‬‬           ‫الميتافيزيقي الذي لا أحد يحفر فيه لأنه مقدس‪.‬‬
                       ‫وهذا ما سنعاينه في يأتي‪.‬‬
                                                                                   ‫هو هكذا منذ الأزل‪.‬‬
         ‫‪ -2‬مصائر‪ ..‬ومصير‬                                ‫في الرواية عالم نتن‪ .‬نتانة شجرة اللبخ التي هي‬
                                                      ‫مزار البطل المتسلط الذي يختزل كل أشكال الهيمنة‬
      ‫تحيل كلمة مصائر على جذاذات حياة‪ .‬ويحيل‬            ‫بد ًءا من المحرك السردي‪ :‬فالرواية تبدأ من لحظة‬
       ‫المصير على الحياة كلها‪ .‬وبين الكلمتين تنشأ‬     ‫وفاته‪ ،‬ولكنه لا تخرج أب ًدا رغم طولها وتشعبها عن‬
 ‫علاقات الهيمنة التي أردناها منظا ًرا لمقاربتنا هذه‪.‬‬
‫من هم الأشخاص‪ /‬الشخصيات الذين يأهلون هذه‬                                       ‫الإعلاء من قيمة حياته‪.‬‬
                                                       ‫وحدها الميتافيزيقا تبعث الحياة فيما من المفروض‬
                                  ‫البلدة‪ /‬النص؟‬
    ‫مع العتبة الأولى للرواية‪( :‬مفتتح)‪ .‬نتعرف على‬                                             ‫أنه ميت‪.‬‬
                                                        ‫الميتافيزيقا بالمعنى الديريدي (المأخوذ عن تأملات‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105