Page 101 - merit 54
P. 101

‫نون النسوة ‪9 9‬‬                                            ‫عزبة «درب السوالمة» من خلال وقائع جنازة‬
                                                      ‫شخص هام ج ًّدا‪ .‬رمز كبير للتسلط على المصائر‪.‬‬
  ‫فلسفة واحدة‪ :‬قهر المرأة بزوجة ثانية‪ ..‬ثم ثالثة‪..‬‬     ‫شخص سوف نكتشف أنه متقاطع مثل «القدر»‬
 ‫ثم رابعة‪ ..‬إلى غاية اختلاط مواسم العد والحساب‪.‬‬       ‫بمصائر جميع الذين هم في العزبة‪ .‬تقاطع سوف‬
  ‫وهذا هو القتل الرمزي للزواج وللزوجة كمقام لا‬
                                                                                      ‫يخلق المصير‪..‬‬
                                        ‫كامرأة‪.‬‬       ‫ونحن نسير مع الجميع (ومع الروائية أي ًضا) في‬
              ‫هل كان البلبيسي ضد الزواج مث ًل؟‬        ‫موكب يشييع «رضوان بيه البلبيسي» إلى مسكنه‬
      ‫لا قط ًعا‪ .‬هو لم يحدث له أن يخرج من دوائر‬      ‫النهائي‪ :‬الذاكرة الجمعية للقرية والساحة المركزية‬
 ‫المتزوجين‪ .‬الزواج مصدر من مصادر الهيمنة التي‬
          ‫هي الموضوع الرئيس للرواية في عرفنا‪..‬‬          ‫للسرد‪ .‬وهاهو ذا صوت «عتمان» الصبي الذي‬
    ‫هنالك شعور يخامر سعاد الزوجة المتزامنة مع‬           ‫يعلن بغرابة ويقين أن نعش البلبيسي قد صعد‬
‫السرد‪ ،‬وصف شعورها الداخلي يختزل كل المآسي‪:‬‬            ‫إلى السماء‪ ،‬وأنه بذلك قد حدث له ما تتحدث عنه‬
  ‫«تلتمع العيون الباكية لنساء القرية اللائي التففن‬      ‫العجائز عن طيران نعوش الأولياء الصالحين‪..‬‬
    ‫حول سعاد هانم يواسينها فيما هي شاردة مع‬         ‫وهو الإعلان العبثي الذي سوف يقود الجميع لاح ًقا‬
     ‫كربها لا تصدق أنه مات‪ ..‬رضوان بيه زوجها‬        ‫إلى التفكير في بناء مزار لهذا الرجل الرهيب المهيب‪،‬‬
 ‫الذي أحبته وكرهته وخافته وتمنت رضاه وأحيا ًنا‬
       ‫موته‪ ..‬لا تصدق أنها حرمت منه إلى الابد»‪.‬‬              ‫مثلما يحدث عادة مع الأولياء الصالحين‪.‬‬
   ‫وهذا هو الوجه الأبدي والجوهري للسلطة التي‬             ‫سوف نستمع بعد ذلك إلى عدة أصوات تؤثث‬
   ‫تهيمن عاطفيًّا‪ ،‬ففعل الهيمنة مع مصادر التسلط‬        ‫للحكاية الغريبة الثرية الرهيبة الصاخبة للعزبة‪.‬‬
   ‫يبدأ بالعنف والإكراه وينتهي كما يقول ماركس‬             ‫مستمعين تبا ًعا فص ًل بعد فصل إلى أصوات‬
‫بتغيير جذري في البناء العاطفي حينما يولع المغلوب‬      ‫أشخاص‪ /‬شخصيات يعطون أسماءهم للفصول‪،‬‬
   ‫بكيان الغالب‪ ،‬ويتلبس بقاهره في علاقة غريبة لا‬         ‫في ربط بين المصائر في عزلتها الوجودية وبين‬
                                                       ‫المصير التراجيدي الذي لا يسمح لأحد بالحق في‬
                    ‫تبرير لها على المستوى العقلي‪.‬‬    ‫ممارسة أية عزلة وجودية‪ :‬سعاد (الزوجة الثانية)‬
                                                      ‫للبلبيسي‪ ،‬التي جاءت لكسر شوكة الزوجة الأولى‬
    ‫‪ -3‬البلبيسي‪ ..‬الرجل‪ /‬الحاكم‬                     ‫ذات الشخصية القوية ووريثة الحمل الارستقراطي‬
                                                    ‫«صافيناز»‪ ،‬فاستيقظت من حب هذا الرجل الجذاب‬
         ‫ما هو ملمح الرجل المتسلط في هذا النص؟‬       ‫الرائع والمروع على كابوس أنها ليست فقط أقل من‬
   ‫رجل قوي‪ -‬قاس‪ -‬أنيق‪ -‬عالي الكاريزما‪ -‬كثير‬
  ‫الأملاك موفور الصلات الهامة‪ -‬حاضر في أماكن‬                          ‫زوجة ثانية‪ ،‬بل على حقيقة أنها‬
  ‫كثيرة بملامح مختلفة‪ -‬تاجر‬                                                          ‫أقل من إنسان‪..‬‬
    ‫ناجح‪ -‬ذكي‪ -‬طيب‪ -‬فاعل‬
    ‫خير‪ -‬كثير العلاقات‪ -‬مليء‬                                          ‫صافيناز جلاد في ثوب ضحية‪.‬‬
   ‫بالتناقضات‪ -‬كثير الحكايات‬                                          ‫امرأة متسلطة ج ًّدا وبنت ذوات‪،‬‬
    ‫بسبب كثرة أسفاره وكثافة‬                                            ‫كل سبل القوة والهيمنة ممهدة‬
‫تجاربه‪ -‬يثير الحب القوي بقدر‬                                          ‫أمامها‪ ،‬ولكن البلبيسي سيعالج‬
‫ما يثير النفور الشديد‪ -‬متطرف‬                                           ‫تسلطها المعنوي بالشكل الأكثر‬
 ‫في كل شيء‪ :‬في عطفه وعنفه‪-‬‬                                            ‫عن ًفا‪ :‬تسليط الزوجات الكثيرات‬

      ‫تحيط به الحكايات دو ًما‪..‬‬                                             ‫العابرات على أديم رباطها‬
                          ‫ثم؟‬                                         ‫المقدس بألف رباط‪ ،‬منها المقدس‬

   ‫ثم يحدث أن تكون ميتة هذا‬                                             ‫ومنها المدنس‪..‬عل ًما أن الرباط‬
   ‫البطل الضخم المتضخم ميتة‬                                              ‫المقدس إذا خالط المدنس غلب‬
                                                                       ‫الدنس دائ ًما‪ ..‬كل ذلك خضو ًعا‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106