Page 104 - merit 54
P. 104

‫في الخلاصة سوف نحصل على آلة سردية‬                  ‫هنالك كثير من حكايات الانتقام؛‬
     ‫تقدم لنا قصص حب خائبة‪ ،‬وقصص‬
                                                    ‫في الرواية أربع منها على الأقل‪،‬‬
‫انتظار معلقة أب ًدا‪ ،‬ثم قصص أنواع مختلفة‬
  ‫وطبقات متفاوتة من مسارات البحث عن‬                  ‫وهي قصص تتخذ سقوط المرأة‬

‫مخارج آمنة أو أقل من ذلك من وضع ما‪..‬‬               ‫سب ًبا لها‪ ،‬وفي كل ذلك ما يجعل‬
‫وضع مسلط كما أسلفنا على المرأة أكثر من‬              ‫مصير المرأة مجرد محرك للمصائر‬

                      ‫تسليطه على غيرها‪.‬‬                ‫الذكورية‪ .‬مفعل حركة بسيط‬
‫هنالك كثير من حكايات الانتقام؛ في الرواية‬
                                                    ‫وثانوي الهدف منه جعل الرجال‬
   ‫أربع منها على الأقل‪ ،‬وهي قصص تتخذ‬
    ‫سقوط المرأة سببًا لها‪ ،‬وفي كل ذلك ما‬           ‫يتحركون صوب مصائرهم ولو من‬
 ‫يجعل مصير المرأة مجرد محرك للمصائر‬
     ‫الذكورية‪ .‬مفعل حركة بسيط وثانوي‬                  ‫خلال القتل أو الموت أو الهلاك‪،‬‬
 ‫الهدف منه جعل الرجال يتحركون صوب‬
   ‫مصائرهم ولو من خلال القتل أو الموت‬                    ‫ولكنها كلها لافتات مشرقة‬
     ‫أو الهلاك‪ ،‬ولكنها كلها لافتات مشرقة‬
  ‫للمتحكمين إلى حد بعيد في مصائرهم من‬                   ‫للمتحكمين إلى حد بعيد في‬

                      ‫خلال حرية الفعل‪.‬‬              ‫مصائرهم من خلال حرية الفعل‪.‬‬

 ‫‪ -5‬قد تصلح الكاتبة ما أفسده الدهر‬                                               ‫التجريد من الأملاك‪.‬‬
                                                          ‫اللافت أنه باسم العادات والتقاليد والعائلة أو‬
  ‫يحلو لنا هنا في هذه الأسطر الختامية أن نحاور‬          ‫العائلات والصلات بالطبقات العليا تم ما تم مما‬
 ‫الدائرة التداولية طارحين السؤال‪ :‬ما الذي اجتذب‬       ‫سبق‪ ،‬وعلى الرغم من كل هذا فقد وجد هذا الرجل‬
‫القراء أكثر من غيره؟ أو ما هي الجوانب التي ربما‬        ‫الطاغية من يحزن ويأسف على موته من زوجاته‬
 ‫وجدها القارئ البسيط (ونستثني من هذا التمرين‬         ‫وأبنائه‪ ،‬بل وخولي أملاكه‪ ،‬فقد كان حضوره طاغيًا‬
 ‫الكتابي النقاد لأن لهم مسارات قراءة معبدة سل ًفا‬        ‫فجاء موته المفاجئ طاغيًا ومخل ًفا مكا ًنا شاغ ًرا‪،‬‬
                                                      ‫لن يملؤه سواه في كل الشخوص‪ ،‬بما فيهم فارس‬
                          ‫في كثير من الأحيان)‪..‬‬         ‫ولده الوحيد وولد زوجته سعاد التي لم تستطع‬
        ‫من مسلمات فعل الهيمنة الذي يسرب من‬              ‫نسيانه‪ ،‬مثلما لم تستطع نسيان إجبار أخيها لها‬
   ‫النصوص إلى تنظيمات الحياة‪ ،‬أي من القول إلى‬            ‫على العودة إليه‪ ،‬دون أن يبذل جه ًدا في محاولة‬
 ‫الفعل‪ ،‬ثم من الفعل صوب القول مرة أخرى‪ ..‬من‬            ‫الحفاظ على كرامتها باستضافتها عنده أو التدخل‬
                                                           ‫لدى رضوان‪ ،‬ومثلها كانت صافيناز رغم كل‬
                 ‫هذه المسلمات مسلمة الغموض‪.‬‬           ‫المشاعر المتناقضة التي حملها هؤلاء الناس له‪ .‬غير‬
‫كيف يعمل الغموض (اللغوي والحياتي) على تدعيم‬            ‫أن اللافت أن الرواية ضمت شخو ًصا ورد ذكرها‬
                                                       ‫مرتب ًطا بحادثة معينة‪ ،‬مثل شخصية عثمان الفتى‬
                         ‫مواقع السلطة يا ترى؟‬        ‫الذي أشاع خبر كرامة رضوان بيك وطيران نعشه‪،‬‬
  ‫لن نخوض كثي ًرا في الجوانب النظرية‪ ،‬بل سوف‬             ‫فنحن لا نكاد نعلم عنه شيئًا سوى أنه من أبناء‬
 ‫نعاين الطريقة عالية الجمالية والتركيب التي بنت‬      ‫درب السوالمة‪ ،‬رغم أنه صاحب تحويل الباشا الميت‬
                                                       ‫إلى ول ٍّي صوف ٍّي صاحب ضريح فيما بعد»‪( .‬محمد‬
              ‫الروائية عالم البلبيسي من خلالها‪.‬‬
            ‫وسوف نجد ثلاثة أصناف من الفتنة‪:‬‬                                   ‫بكري‪ -‬القدس العربي)‬

                         ‫البناء المتماسك للحكاية‪.‬‬
                   ‫اللغة الشعرية والسرد الثري‪.‬‬

                             ‫ثم الرمزية العالية‪.‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109