Page 113 - merit 54
P. 113

‫نون النسوة ‪1 1 1‬‬

                                                    ‫د‪.‬رشا الفوال‬

   ‫الوعى الزائف والحرية‬
      ‫الوهمية في رواية‬

‫«شجرة اللبخ» لعزة رشاد‬

        ‫(قراءة أدبية من منظور نفسي)‬

  ‫البلبيسى الذي تزوج سعاد الريفية البسيطة على‬           ‫الأسياد والعبيد التي ُتجسد الفوارق‬           ‫فكرة‬
‫زوجته الأولى صافيناز هانم ذات الأصول التركية؛‬             ‫الطبقية في المجتمعات انعكست على‬

   ‫لأنها لم تنجب له الولد‪ ،‬وبالفعل ُتنجب له سعاد‬       ‫الرواية العربية بشكل أو بآخر؛ فنجد‬
   ‫هانم ابنه الوحيد فارس بك؛ الذي يعود اغترابه‬         ‫أن (السيد) لا يعرف غير لغة التسلُط‬
                                                    ‫والتح ُكم والسعى للسيطرة على الأجساد‬
    ‫إلى أنه أصبح ُموج ًها من الآخرين‪ ،‬وأنه لم يعد‬      ‫والنفوس‪ ،‬كما أن كلمة (السيد) أي ًضا ُمرتبطة في‬
   ‫يتل َّقى مؤشرات سلوكه من أعماق ذاته‪ ،‬فهو ابن‬      ‫الأذهان بالفحولة والعنف‪ ،‬وكلمة (العبيد) مرتبطة‬
  ‫رضوان بك البلبيسي الذي تحاصره أمه سعاد‬               ‫بالدونية والقمع‪ ،‬ولعل هذا هو السبب الذي دفع‬
 ‫«بحرصها ومخاوفها»‪ ،‬فلا يملك الحرية في إقامة‬           ‫الروائية عزة رشاد لتعرية وجه المجتمع ورصد‬

  ‫العلاقات؛ حتى لا ُيسيء لوضع والده السياسي‪،‬‬                         ‫صورة الرجل المبنية على التسلط‪.‬‬
 ‫فنراه «يهرب من المدرسة إلى زحام الأسواق كى‬         ‫ُتطل علينا الكاتبة عزة رشاد بروايتها شجرة اللبخ‬
  ‫يشاهد الملاءات اللف»‪ ،‬حتَّى أصبحت أمه متهمة‬
                                                       ‫الصادرة عام ‪ ،2014‬عن دار ال ُكتب خان للنشر‪،‬‬
   ‫بأنها أفسدت ابنها الوحيد بتدليلها له؛ ربما لأنه‬        ‫حيث تدور أحداثها في درب السوالمة بإحدى‬
                                                         ‫قرى مصر‪ ،‬وتحكي عن شخصية رضوان بك‬
 ‫كان يشارك أي ًضا في المظاهرات‪ ،‬وينشر مقالات في‬
‫مجلة الفجر الجديد باسم مستعار‪ ،‬وعجز أن يكون‬
   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118