Page 123 - merit 54
P. 123
نون النسوة 1 2 1 بها من خير ونماء ،والشجرة كذلك لها دلالة في
أنها سبب خروج سيدنا آدم وزوجه من الجنة .من
السرد المعرفي الأنثروبولوجي
البداية تص ِّدر لنا الكاتبة عنوا ًنا مختص ًرا ومر َّك ًزا
«علم الأنثروبولوجيا هو علم وصف الانسان، يوشي بأكثر من فكرة تعطي أكثر من دلالة
وهو علم من العلوم الإنسانية يهتم بمعرفة
محتملة ،ومع السرد يكتشف المتل ِّقي الدلالة المعرفية
الإنسان معرفة شمولية ودراسته من حيث قيمه، الإنسانية للعنوان.
قيم جمالية ودينية وأخلاقية واقتصادية وثقافية
واجتماعية ومكتسباته الثقافية( .كتاب مدخل عام الغلاف
في الأنثروبولوجيا ،مصطفي تيلوين ،دار الفارابي،
بيروت لبنان ،ومنشورات الاختلاف ،الجزائر ،ط،١ الشجرة لها منظور تشكيلي في بعد مكرر لمنظور
بصري لنفس الشجرة من الأصغر للأكبر على
ص.)٢٠
مع قراءة الرواية نجدها تهتم اهتما ًما كبي ًرا أبعاد مختلفة ،وهذا دلالة لاختلاف منظور رؤية كل
بالإنسان ،وذلك بجعله موضوع تفكير ،وملاحظة شخص لها وبالتالي للسرد .هناك من يراها مجرد
وبحث وغاية لكل حركة وفعل ونشاط يقوم به، شجرة يستظل بها ،ومن يراها تاري ًخا صاحبت
فهو مفكر وفاعل وقادر على إدراك الحقيقة وتفسير أحدا ًثا وبش ًرا م َّر عليها عصور تاريخية مختلفة،
وجوده المادي والمعنوي .في حالة من رصد هذه ومن يراها منحة إلهية أو نعمة ربانية ،ومن يراها
بركة ولها كرامات ،ومن يتخذها مسكنًا مثل النحل
الأفعال وتطور وجوده واختلاف قيمه. أو الثعابين .ومن تكون سببًا في موته ومن تكون
والإنسان باختلاف بيئته وحيزه المكاني وثقافته هو سببًا في تخليد ذكراه.
وراء إنتاج أشكال من الخطاب داخل السرد ،خطاب رسم المنظور هنا يظهر الشكل الأصغر يليه الأكبر
ثم الأكبر ،في دلالة مرور الزمن واختلاف نمو
يربطه بالعقل وآخر بالتجربة وثالث بالشعور حجم الشجرة ،وزيادة عدد الأشخاص الموجودين
والحدس والعاطفة ،وتفاوتت الخطابات فيما بينها وبناء ما يشبه المزار الديني ،بمعنى آخر :إن
وضعية عين الناظر تقع في اللانهاية ،وتصير
من حيث حضورها وأثرها ،إلا أنها اشتركت في الرؤية المركزية على الشجرة المرتبطة بالعنوان،
ضرورة فهم الإنسان ودراسته من خلال علم وكذلك بالسرد داخل الرواية.
الأنثروبولوجيا ،وهذا ما سنقرأه في سرد الرواية.
الغلاف الأخير
وبما أن الأنثروبولوجيا تهتم بحياة الإنسان
والشعوب ،وتهتم بمواضيع ومجالات كثيرة من كلمة من الناشر عن الرواية في رأي انطباعي عن
أنثروبولوجيا تطبيقية لدراسة المجتمعات وإدارتها، الكتابة عن الريف عامة وعن الرواية خاصة كأنها
سواء سياسيًّا أو ثقافيًّا أو -حتى -عسكر ًّيا. بعد تسويقي للرواية ،وتعريف بالكاتبة في نوع
الأنثروبولوجيا الثقافية تهتم بثقافة المجتمعات من جعل المتل ِّقي قريب من الكاتبة وفي معرفة بها.
كالعادات والتقاليد وأصول العائلات والخرافات
والطقوس الدينية والإيديولوجيات التي تتحكم وتشكيل فني في امتزاج إنسان بشجرة في دلالة
بالمجتمعات ومظاهر البيئة المحيطة المؤثرة فيه، أن الإنسان هو المحرك الأساسي للحياة ،ويجب
فنجد -من أول العنوان «شجرة اللبخ» -فيها نو ًعا أن يتمسك بأصوله وجذوره وأرضه كما تفعل
من رصد البيئة وما فيها من نباتات ،وما في ذلك
من دلالة هذا الرصد أن كل شيء له جذور تمتد في الشجرة.
الأرض وله تاريخ كبير في هذا المكان ويجب التفكير نحن بصدد رواية «شجرة اللبخ» للكاتبة عزة
والتدبر فيه .ومن أهم الأشياء التي لها تاريخ مثل رشاد ،الكتب خان للنشر والتوزيع ،ط ،١وتقع في
شجرة اللبخ أسرة رضوان بيه ،بل أن هناك ثبا ًتا
لأفعال هذه الأسرة وما بها من قوة وسلطة ،نقرأ ١٤جز ًءا ومفتتح وخاتمة.
عن تاريخ الشجرة الذي يرتبط بتاريخ هذا المكان