Page 174 - merit 54
P. 174
العـدد 54 172 من
يونيو ٢٠٢3 أي باب أو نافذة
ينظر المصري إلى
العميقة والأحداث الجارية ومنها بالطبع السياسي الأمور؟ هذا سؤال
في آن .فكل هذا يتعاون أو والاقتصادي والاجتماعي
جوهري ،يجب أن يشغل
يتساند أو يتضافر ،ليسهم ،والثقافي والنفسي ،لكن صناع القرار ومتخذيه،
إلى جانب التجربة الخاصة الخصوصية تعني التفاصيل ومعهم علماء الاجتماع
والسياسة والأخصائيين
لكل فرد على حدة ،في صياغة الصغيرة في كل رقيقة أو النفسيين ،وربما المفكرين
تصوره لنفسه والمجتمع طبقة من هذه الطبقات، والفلاسفة المهتمين بانعكاس
والعالم والكون. الأفكار على حياة الناس
إن الخصوصية هنا لا تعني أو صدروها عنهم .ومن
أب ًدا الرقائق اللطيفة والكثيفة، الضروري أن تكون الإجابة
الثابتة والأساسية ،التي تنفذ عليه حاضرة في أي قرار أو
من خلالها نظرة أي فرد إلى تشريع أو برنامج عمل ،أو
مختلف الوقائع والأحداث خطة تنمية ،أو استراتيجية
والمواقف والظواهر ،فهذه
شاملة للدولة.
مشتركة بين البشر أجمعين ،عمار علي حسن ابتداء فإن المصريين لا
يختلفون في العموم عن سائر
مسار المصري إلى الــــــــــــ الناس في مشارق الأرض
ومغاربها ،ممن يبدون
القضاء العرفي آراءهم ،ويبنون تحيزاتهم،
ومجالس الصلح ويتخذون مواقفهم ،عبر
في الريف شبكة معقدة من المشارب
والصعيد المصري
والمناهل والخلفيات
والظروف والأحوال
والمصالح والأهواء ،لكن
أهل مصر ،بالقطع ،لديهم
خصوصيتهم ،كما لكل شعب
خصوصيته أ ًّيا كان حجم
أفراده أو عمق تاريخه أو
مستوى عيشه ،أو درجة
تفاعله مع العالم الخارجي.
هذه الخصوصية ،أو السمات
الذاتية ،للمصريين ساهم
في صناعتها الكثير من
الموجودات ،معنوية كانت
أو مادية ،طارئة هي أو
متجذرة ،سميكة أو رقيقة،
وهي بنت الخبرة التاريخية