Page 192 - merit 54
P. 192

‫العـدد ‪54‬‬                            ‫‪190‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                     ‫أساليبه محاولة جر الأفراد‬
                                                                      ‫إلى نزعة تحقيق النجاح‬
  ‫البسيطة؛ بغية عدم التفكير‬         ‫خطاب النخب الاستحماري‪،‬‬
       ‫في حقوقها الأساسية‬                ‫كما يمكن الوقوف على‬     ‫الفردي‪ .‬وبطريقة مباشرة أو‬
       ‫والقضايا التي تهمها‪.‬‬                                       ‫غير مباشرة‪ ،‬فإن القاهرين‬
                                     ‫طبيعة المرتكزات الأساسية‬      ‫والمتسلطين يتخذون القادة‬
   ‫قراءات مقترحة‪:‬‬                   ‫التي توجه أذهان الجماهير‬         ‫الجماهيريين هد ًفا لذلك‪.‬‬
                                   ‫وتفكيرها ووعيها وتحركاتها‬        ‫‪ -4‬الهيمنة الثقافية‪ :‬ومن‬
    ‫‪ -1‬علي شريعتي‪ :‬النباهة‬         ‫في القضايا المصيرية المختلفة‬    ‫خلال هذا الأسلوب يخترق‬
 ‫والاستحمار‪ ،‬ترجمة‪ :‬هادي‬                                              ‫القاهرون الواقع الثقافي‬
                                        ‫في السياسة والاجتماع‬
       ‫السيد ياسين‪ ،‬دراسة‬              ‫والدين والتعليم والثقافة‬  ‫للمقهورين‪ ،‬ويحاولون فرض‬
‫وتعليق‪ :‬عبد الرزاق الجبران‪،‬‬             ‫والفنون؛ في ظل طغيان‬      ‫تصورهم الخاص للعالم من‬
 ‫مراجعة‪ :‬حسين علي شعيب‪،‬‬             ‫خطاب الاستحمار الذي إما‬      ‫أجل تعطيل قدرات ال َم ْقهورين‬
 ‫بيروت‪ :‬دار الأمير‪.2004 ،‬‬           ‫أنه يعمل على (التجهيل)‪ ،‬أو‬   ‫على الإبداع والبناء‪ .‬والهيمنة‬
                                     ‫(الإلهاء)‪ :‬التجهيل في إطار‬
    ‫‪« -2‬قيادة ال َم ْقهورين إلى‬         ‫تحريف وعي الجماهير‬             ‫الثقافية هذه مظهر من‬
     ‫حفرة الحزبية الجماعية‬                                          ‫مظاهر العنف الموجه ضد‬
   ‫التي ُتحولهم إلى جماعات‬                 ‫وتحريك أذهانها إلى‬      ‫ال َم ْقهورين‪ ،‬من أجل إضاعة‬
   ‫ُم ْست َغلَّة»‪( .‬باولو فرايري‪:‬‬    ‫الجهل والغفلة عن القضايا‬    ‫أصالتهم وتهديدهم بالزوال‪.‬‬
    ‫تعليم المقهورين‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
 ‫يوسف نور عوض‪ ،‬بيروت‪:‬‬                  ‫المصيرية‪ ،‬أو سوقها إلى‬         ‫(باولو فرايري‪ :‬المصدر‬
                                      ‫الضلال والانحراف‪ ،‬بغية‬        ‫السابق‪ ،‬صص‪119 -103‬‬
           ‫دار القلم‪.1980 ،‬‬
                                        ‫استغفال الناس‪ ،‬وسلب‬                       ‫بتصرف)‬
                ‫‪-------‬‬             ‫هوياتهم‪ ،‬ومسخهم من كل‬           ‫ومن خلال ما سبق يمكن‬
  ‫‪ -‬أكاديمي مصري‪ ،‬أستاذ‬                                              ‫الوقوف على أحد جوانب‬
  ‫الفلسفة السياسية المساعد‬             ‫شيء‪ ،‬وتجاهل حقوقهم‬            ‫سيكولوجية الجماهير في‬
‫بكلية الآداب‪ ،‬جامعة سوهاج‪.‬‬              ‫السياسية والاجتماعية‬
                                    ‫والاقتصادية‪ .‬والإلهاء الذي‬        ‫عالمنا المعاصر‪ ،‬في ضوء‬
                                    ‫يعمل على دفع الجماهير إلى‬
                                    ‫الانشغال بالحقوق الجزئية‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197