Page 195 - merit 54
P. 195
193 الملف الثقـافي
حنة أرندت جون ميرشايمر جون كينيدي أحيا ًنا طاب ًعا خ َّل ًبا ،يضمن
المضلِّلون التأييد الشعبي
نشر الأخبار على نح ٍو يبدو التي يسود فيها اقتصاد
منه أنها أخبار متف ِّرقة عن السوق الحرة ،لا سيِّما لنظام اجتماعي لا يخدم في
موضوعات كثيرة لا رابط المدى البعيد المصالح الحقيقية
الولايات المتحدة(:)13
بينها. للأغلبية .وعندما يؤدي
وعلى المنوال نفسه ،يجري -1التجزيئية التضليل الإعلامي للجماهير
fragementation دوره بنجاح تنتفي الحاجة
تقطيع البرامج الإذاعية
والتليفزيونية بشكل مستمر تصبح عملية السيطرة على إلى اتخاذ تدابير اجتماعية
الوعي الشعبي أكثر ف َّعالية بديلة(.)10
بفواصل إعلانية متكررة. من خلال التقنية التي تجري
غير أنه من الخطأ هنا بها عملية نشر المعلومات، الواقع أ َّن الوظيفة الأساسية
التي يك ِّرس الإعلام نفسه
الاعتقاد بأن إلغاء الإعلان حيث تضيف تقنية نشر لها هي التضليل :تضليل
أو تحجيمه سوف يلغي المعلومات ونقل الأساطير ُبع ًدا الأغلبية من ِقب َـل ال ُّنخب
جدي ًدا للعملية التضليلية .من
التجزيء أو يقلل منه ،إ ْذ إ َّن الحاكمة .والهدف من إخضاع
الإعلان ،إلى جانب التماسه بين هذه التقنيات ما يسميه الأغلبية لهذا التضليل هو،
الفائدة لممولية ،يزيد فقط من شيللر «التجزيئية» .بحسب بتعبير شيللر« ،الاستمرار
عملية التجزيء الواقعة فع ًل. في المشاركة (إ ْن لم يكن
فض ًل عن ذلك ،يزيد الإعلان فرير ،ترتكز هذه التقنية بإخلاص تام فعلى الأقل
على فكرة « َح ْصر المشكلات بصورة إيجابية) في روتين
من عدم قابلية الجمهور في بؤر Focalized View
لاكتساب أ ِّي إحساس بالمعنى الحياة اليومية المق َّرر»( .)11وهنا
بد ًل من رؤيتها بوصفها ينبِّه شيللر إلى أ َّن التضليل
الكلي بالقضية أو الموضوع أبعا ًدا لك ٍّل واحد» ،بحيث يتم الإعلامي لا يؤتي ثماره إلا
المطروح. إذا كان مصحو ًبا بتح ُّس ٍن
ماد ٍّي يشهده الناس على
الهدف من التجزيء ،إذن،
مستوى الواقع المعيش ،بحيث
«يراودهم الأمل في إمكان
تحويل هذا الروتين الحياتي
اليومي إلى امتياز شخصي
أكبر لأنفسهم ولأولادهم»(.)12
وسائل التضليل عديدة
ومتنوعة ،لكن أهمها امتلاك
وسائل الإعلام والسيطرة
عليها من ِقب َـل صانعي القرار،
سواء من أصحاب الشركات
أو المسؤولين الحكوميين
الذين تجمعهم مصالح
مشتركة أو متبادلة .ولهذا
التضليل تقنيَّتان أو أسلوبان
أساسيان تط َّو َرا في البلدان