Page 199 - merit 54
P. 199

‫‪197‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫الدسيسة وأ ْن لا نص ِّدق‬       ‫ال ِعشرة بين البشر بالغنى‬                            ‫بما أسماه مورزا «أدوات‬
  ‫ببساطة مثل هذه الأنباء من‬        ‫على هذا النحو»(‪ .)22‬والواقع‬                       ‫المراقبة الذهنية» التي تضطلع‬
  ‫غير أ ْن نحاول أ ْن نخمن ما‬     ‫أ َّن «البحث عن المعنى المخفي‬
   ‫الذي د َّبره في الواقع هؤلاء‬   ‫هو عملية نفسية صعبة‪ .‬إنها‬                                ‫بشكل آلي (أ ْي من تلقاء‬
 ‫المحتالون‪ .‬إذا اندفع باتجاهنا‬   ‫[عملية] تتطلب شجاعة وإرادة‬                          ‫ذاتها‪ ،‬وبالتالي من دون إجهاد‬
                                                                                      ‫للوعي أو الإرادة) بتحليل كل‬
    ‫كلب ذو عينين متكدرتين‬                          ‫حرة»(‪.)23‬‬
‫ويترنح ويسيل الزبد من فمه‪،‬‬         ‫ينبِّه مورزا هنا إلى ضرورة‬                                         ‫معلومة(‪.)21‬‬
                                                                                      ‫على غرار السائق الماهر الذي‬
   ‫فإن أول ما ينبغي فعله هو‬          ‫الفصل بين مسألتين‪ :‬أ ْن‬
  ‫الابتعاد عن طريقه‪ .‬أما حل‬        ‫نشتم رائحة ال ُّس َّم في بعض‬                         ‫«يعمل طوال اليوم من غير‬
 ‫مسألة أ ِّي مرض أصابه وما‬          ‫الأنباء والمعلومات المج َّهزة‬                      ‫أ ْن يتعب‪ ،‬لأن يديه وساقيه‬
   ‫الجراثيم الموجودة في زبده‬       ‫لتسميم عقولنا؛ وأ ْن نحاول‬                        ‫تستجيب آليًّا لجميع الإشارات‬
‫فهو أمر غير سهل‪ .‬فبالإمكان‬          ‫بناء صيغة صحيحة لمأرب‬                              ‫عن حال السيارة والطريق»‪،‬‬
‫ترك هذا الأمر للاختصاصيين‬                                                            ‫يمكن للإنسان الخبير المج ِّرب‪،‬‬
  ‫والمهتمين بذلك‪ ،‬أما التنحي‬        ‫الطباخ الذي يطبخ لنا هذا‬                           ‫ولو قلي ًل‪ ،‬أ ْن يلحظ من غير‬
 ‫عن طريقه فهو أمر مهم لكل‬           ‫ال ُّس َّم‪ .‬المسألة الثانية أعقد‬                     ‫تعب المعلومة التي تنطوي‬
                                  ‫بكثير‪ ،‬إ ْذ يتطلب العمل عليها‬
                   ‫فرد»(‪)24‬‬      ‫بذل الكثير من الوقت والجهد‪.‬‬                              ‫على وجود أعراض معنى‬
                                    ‫لذا‪« ،‬يكفي أ ْن نحل المسألة‬                         ‫خفي مهم‪« .‬فالمعنى المخفي‬
                                    ‫الأولى‪ ،‬أ ْي أ ْن نشتم رائحة‬                       ‫موجود في الكلمات والأفعال‬

                                                                                          ‫كلها‪ ،‬ولهذا يتسم نسيج‬

                                 ‫صص‪.37 -36‬‬                                                                                 ‫الهوامش‪:‬‬
                   ‫‪ -8‬المتلاعبون بالعقول‪ ،‬ص‪.16‬‬
                                                  ‫* حملة تطهير واسعة قام بها هتلر ومعاونوه من رجال‬
                        ‫‪ -9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.38‬‬      ‫جهاز الشرطة السرية لألمانيا النازية (الغيستابو) للتخلص‬
                        ‫‪ -10‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.5‬‬      ‫من معارضية‪ ،‬بما في ذلك معارضيه داخل الجزب النازي‬
                        ‫‪ -11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.8‬‬      ‫نفسه‪ ،‬وذلك بتنفيذ سلسلة من عمليات الإعدام خارج‬
                        ‫‪ -12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.8‬‬      ‫نطاق القانون في عام ‪ 1934‬بهدف إحكام قبضته على‬
        ‫‪ -13‬انظر المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ 31‬وما بعدها‪.‬‬                                                                                       ‫السلطة‪.‬‬
                    ‫‪ -14‬التلاعب بالوعي‪ ،‬ص‪.42‬‬                          ‫ترجمة‪ :‬أنطوان‬  ‫أُداُسر اسل الساتقوتيا‪،‬ليت‪6‬ا‪1‬ر‪0‬ية‪،،2‬‬  ‫أرندت‪،‬‬  ‫‪ -1‬حنة‬
‫‪ -15‬جون جي‪ .‬ميرشيمر‪ ،‬لماذا يكذب القادة؟ حقيقة‬                          ‫ط‪ ،2‬ص‪.32‬‬                                            ‫بيروت‪:‬‬  ‫أبوزيد‪،‬‬
   ‫الكذب في السياسة الدولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬غانم النجار‪،‬‬                                     ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.35‬‬
 ‫الكوويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب‪،‬‬                                     ‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.36 -35‬‬
                                                                                     ‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.36‬‬
                                 ‫‪ ،2016‬ص‪.24‬‬       ‫‪ -5‬هربرت أ‪ .‬شيللر‪ ،‬المتلاعبون بالعقول‪ :‬كيف يجذب‬
                      ‫‪ -16‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.116‬‬      ‫محركو الدمي الكبار في السياسة والإعلان ووسائل‬
          ‫‪ -17‬نق ًل عن التلاعب بالوعي‪ ،‬ص‪.442‬‬      ‫الاتصال الجماهيري خيوط الرأي العام‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد‬
                   ‫‪ -18‬المتلاعبون بالعقول‪ ،‬ص‪.9‬‬    ‫السلام رضوان‪ ،‬الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
                       ‫‪ -19‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬                                         ‫والآداب‪ ،1999 ،‬ص‪.36‬‬
                   ‫‪ -20‬التلاعب بالوعي‪ ،‬ص‪.44‬‬                                          ‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.180‬‬
                 ‫‪ -21‬انظر المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.44‬‬                           ‫‪ -7‬سيرجي قره‪ -‬مورزا‪ ،‬التلاعب بالوعي‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
                 ‫‪ -22‬انظر المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.45‬‬       ‫عياد عيد‪ ،‬دمشق‪ :‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪،2012 ،‬‬
                      ‫‪ -23‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.60‬‬
                      ‫‪ -24‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204