Page 210 - merit 54
P. 210

‫العـدد ‪54‬‬                           ‫‪208‬‬

                             ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                     ‫إليها الحكومات لكسب ود‬
                                                           ‫الشعب وتعاطفه خلال قول‬
    ‫الحالات الأكثر تعصبًا‪-‬‬        ‫وهي ذات الحجة التي‬
  ‫هو رغبة نزيهة بحتة لمنع‬    ‫استخدمتها الولايات المتحدة‬        ‫جزء من الحقيقة‪ ،‬وهي‬
                                                             ‫من أخطر الاستراتيجيات‬
     ‫المواطنين الأضعف من‬        ‫الأمريكية في حربها ضد‬       ‫التي تستخدمها الحكومات‬
      ‫الانجراف إلى الإغراء‪.‬‬    ‫الشيوعية‪ .‬فقد عمد أولئك‬
     ‫بالأحرى‪ ،‬كان الاعتقاد‬   ‫الذين كانوا في طليعة الحملة‬        ‫للسيطرة على الشعب؛‬
  ‫بأن المتحولين الشيوعيين‬      ‫لمنع الدعاية الشيوعية من‬      ‫لأنها تعتمد على المغالطات‬
    ‫بأعداد كبيرة من شأنه‬      ‫العمل في الولايات المتحدة‪،‬‬   ‫التاريخية وتعمل على تغيير‬
  ‫أن يغير المجتمع الأمريكي‬                                  ‫جزئي في الحقائق لمصلحة‬
‫ككل‪ ،‬وهو ما سيؤثر بالطبع‬           ‫والذين لم يشككوا في‬    ‫جهة ما‪ ،‬قد تكون هذه الجهة‬
                             ‫إخلاصهم الثابت لـ»أسلوب‬          ‫دولة أو فئة دون غيرها‪،‬‬
                                                            ‫أو مؤسسة من مؤسسات‬
                                 ‫الحياة الأمريكية»‪ ،‬لكن‬
                                ‫لم يكن الدافع ‪-‬باستثناء‬         ‫الدولة‪ .‬مثا ًل على ذلك‪،‬‬
                                                           ‫إخفاء الخسائر الحقيقية في‬
                                                           ‫الحروب كنوع من المحافظة‬
                                                            ‫على التوزان داخل الحرب‪،‬‬
                                                             ‫سواء كانت خسائر مادية‬
                                                            ‫أم أرو ًحا بشرية‪ ،‬فقد كان‬
                                                           ‫عدد الضحايا المعروف أثناء‬
                                                          ‫فترة حرب فيتنام مائة الف‪،‬‬
                                                             ‫بينما يقدر الرقم الرسمي‬
                                                          ‫بحوالي ‪ 2‬مليون شخص‪ ،‬أما‬
                                                          ‫الرقم الحقيقي فقد كان يقدر‬
                                                          ‫بثلاثة أو أربعة ملايين‪ ،‬وهو‬
                                                          ‫نفس الحال إذا سألت الناس‬
                                                           ‫عن عدد اليهود الذين ماتوا‬
                                                            ‫أثناء المحرقة النازية‪ ،‬كانت‬
                                                          ‫إجاباتهم ‪ 300‬ألف شخص‪،‬‬
                                                             ‫في حين أن الرقم الذي تم‬
                                                          ‫إعلانه فيما بعد هو ما يقارب‬
                                                          ‫ستة ملايين شخص يهودي‪،‬‬
                                                           ‫هذا بالإضافة إلى ‪ 11‬مليون‬

                                                                      ‫شخص آخرين‪.‬‬
                                                                ‫وتعمل الحكومات على‬
                                                          ‫التلاعب بالشعوب باستخدام‬
                                                           ‫الحجج الأخلاقية والمبررات‬
                                                              ‫الوطنية الزائفة التي من‬
                                                                ‫شأنها إرباك المواطنين‬
                                                            ‫وتشتيت كلماتهم وقوتهم‪.‬‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215