Page 209 - merit 54
P. 209

‫‪207‬‬           ‫الالململففالالثثقـقاـاففيي‬

‫رونالد ريجان‬  ‫جورج دبليو بوش‬              ‫أوليفر وندل هولمز‬               ‫في مثل تلك القضايا؟ ومع‬
                                                                         ‫مرور الوقت ‪-‬ولأن الوقت‬
    ‫بمشكلة الصراع العربي‬                    ‫لسان حال كل واحد منهم‬      ‫دائ ًما كفيل بكل شيء‪ -‬يترك‬
   ‫الإسرائيلي‪ ،‬وكذلك مشكلة‬                    ‫يقول لا بد «أنني الوحيد‬   ‫التفكير في مثل هذه القضايا‬
  ‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬وقد‬                 ‫الذي يري كذلك»‪ ،‬ولكن هذا‬       ‫المهمة ويسير كما تريد له‬
                                                                          ‫الحكومة أن يكون‪ ،‬ويفكر‬
    ‫رفضت أمريكا التفاوض‬                             ‫ما أعتقده بالفعل‪.‬‬    ‫فيما تريد له أن يفكر‪ ،‬فهو‬
  ‫حول هذا الموضوع‪ ،‬وربما‬                     ‫ونفرض أنهم عوفوا أنهم‬       ‫لا يعلم أنه بتفكيره هذا قد‬
  ‫قبل غزو الكويت‪ .‬ولنفرض‬                    ‫ليسوا بمفردهم وأن أنا ًسا‬   ‫يكون معب ًرا عن فئة عريضة‬
                                          ‫آخرين يفكرون بذات الشيء‪،‬‬
     ‫أن الناس كانت على علم‬                                                  ‫من المهمشين أمثاله‪ ،‬تم‬
  ‫بالعرض الذي قدم وأيدوه‪،‬‬                       ‫مثل المعارضة العراقية‬        ‫تغييب عقولهم وإخماد‬
   ‫وأن هذا ما يجب أن يفعله‬                 ‫الديمقراطية‪ ،‬ولنفرض أنهم‬        ‫قدرتهم على التفكير حتى‬
   ‫أي شخص عاقل إذا كانوا‬                                                    ‫أصبحوا يسيرون داخل‬
   ‫مهتمين بالسلام؛ فربما لا‬                   ‫عرفوا أن هذا الأمر ليس‬       ‫السرب دون أي محاولة‬
  ‫أحد من أولئك الذين أجابوا‬                  ‫مجرد افتراض أو تخمين‪،‬‬     ‫منهم للتغلب على هذه الحالة؛‬
‫على الاستطلاع كانوا على علم‬               ‫أو أن العراق في حقيقة الأمر‬      ‫لأنه أنت وحدك من يفكر‬
‫بأي من الأمور التي ذكرتها؛‬
                                               ‫قدمت هذا العرض‪ ،‬وأن‬                   ‫بهده الطريقة!‬
    ‫لأنه من المؤكد أن الناس‬                 ‫هذا الأمر قد نشر بواسطة‬          ‫ولم ينته الأمر عند هذا‬
  ‫اعتقدوا أنهم بمفردهم‪ ،‬لذا‬                                               ‫الحد‪ ،‬ففي حالة قيام جهة‬
  ‫كان من الممكن المضي قد ًما‬                   ‫مسئولين أمريكيين على‬       ‫ما بعمل استفتاء على مثل‬
‫في سياسات الحرب دون أي‬                       ‫مستوى عا ٍل قبل أيام من‬       ‫هذه القضايا المهمة؛ تجد‬
                                                                        ‫الأشخاص يخافون من قول‬
                  ‫معارضة‪.‬‬                      ‫الحرب‪ .‬ففي الثاني من‬        ‫ما يدور في أذهانهم‪ ،‬لأنه‬
        ‫‪ -‬تزييف الحقائق‪:‬‬                   ‫يناير نشر أولئك المسئولون‬     ‫باتوا مقتنعين أنهم وحدهم‬
    ‫وهذه الاستراتيجية تلجأ‬                                               ‫من يفكرون بهذه الطريقة‪.‬‬
                                                ‫تفاصيل عرض عراقي‬        ‫كشف استطلاع للرأي أثناء‬
                                             ‫للانسحاب من الكويت في‬       ‫حرب الخليج أجرته جريدة‬
                                          ‫مقابل أن يعني مجلس الأمن‬       ‫الواشنطن بوست عن أمور‬
                                                                       ‫مهمة‪ ،‬فقد ُسئل الناس‪ ،‬لو أن‬
                                                                        ‫العراق وافق على الانسحاب‬
                                                                        ‫من الكويت في مقابل اهتمام‬
                                                                              ‫مجلس الأمن بمشكلة‬
                                                                        ‫الصراع العربي الإسرائيلي‪:‬‬
                                                                          ‫فهل تفضلون ذلك؟ نسبة‬
                                                                            ‫اثنين لواحد أعربوا عن‬
                                                                         ‫رأيهم في هذا التفضيل لهذا‬
                                                                        ‫الترتيب‪ ،‬وربما اعتقدوا أنهم‬
                                                                          ‫الوحيدون في العالم الذين‬
                                                                        ‫يفكرون بهذه الطريقة‪ ،‬فكان‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214