Page 212 - merit 54
P. 212

‫العـدد ‪54‬‬                             ‫‪210‬‬

                              ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                      ‫الشرير»‪ ،‬حيث كان التركيز‬
                                                                ‫على الإرهاب العالمي الذي‬
     ‫صامتة لحروب هادئة)‬       ‫على مجموعة من الطرق التي‬         ‫ترعاه ‪-‬حسب تصورهم‪-‬‬
          ‫‪ -2‬خلق المشاكل‬         ‫تستعملها وسائل الإعلام‬         ‫الدول في العالم الإسلامي‬
                                                                 ‫وكذلك أمريكا الوسطي‪،‬‬
      ‫والأزمات‪ ..‬ثم تقديم‬     ‫العالمية من أجل السيطرة على‬       ‫فقد وصف الموضوع بأنه‬
                  ‫الحلول‪:‬‬     ‫الشعوب‪ ،‬واستند تشومسكي‬                ‫وباء ينشره «خصوم‬
                               ‫إلى وثيقة سرية للغاية يعود‬          ‫الحضارة الفاسدون»‪،‬‬
      ‫«ترك العنف الحضري‬                                        ‫ليعود الخطاب نفسه اليوم‬
  ‫يتنامي‪ ،‬أو تنظيم تفجيرات‬         ‫تاريخها إلى عام ‪،1979‬‬          ‫باللغة نفسها والأدوات‬
  ‫دامية‪ ،‬حتى يطالب الشعب‬        ‫والتي تم العثور عليها عام‬      ‫والمنهجية القديمة والتأثير‬
                                 ‫‪ ،1986‬وهي تحمل عنوان‬
   ‫بقوانين أمنية يتم خلالها‬     ‫«الأسلحة الصامتة لخوض‬         ‫نفسه على العقول من الفزع‬
      ‫تقيد حريته‪ ،‬أو‪ :‬ابتكار‬    ‫حرب هادئة»‪ ،‬وجاءت هذه‬           ‫والرعب من الكابوس ذي‬

   ‫أزمة مالية حتى يتم تقبل‬         ‫القائمة متضمنة لعشرة‬       ‫الصناعة الامريكية‪ .‬ويتطور‬
‫التراجع على مستوى الحقوق‬            ‫استراتيجيات أساسية‪.‬‬         ‫الوضع لدرجة أنه في عام‬
                                   ‫‪-1‬استراتيجية الإلهاء‬         ‫‪ 1985‬أعلن الرئيس حالة‬
  ‫الاجتماعية وتردي الخدمة‬
 ‫العمومية كشر لا مفر منه»‪.‬‬                     ‫والتسلية‪:‬‬     ‫الطوارئ على مستوي الدولة‬
  ‫‪ -3‬استراتيجية التدرج‪:‬‬         ‫فيقول‪« :‬حافظ على تشتت‬           ‫بأكملها‪ ،‬وبرر ذلك بسبب‬
  ‫وتعمل هذه الاستراتيجية‬        ‫اهتمامات العامة‪ ،‬بعي ًدا عن‬
‫على ضمان قبول ما لا يمكن‬      ‫المشاكل الاجتماعية الحقيقية‪،‬‬    ‫«التهديد فوق العادي للأمن‬
 ‫قبوله‪ ،‬يكفي أن يتم تطبيقه‬                                     ‫القومي الأمريكي وأهداف‬
‫بشكل تدريجي على مدى ‪10‬‬             ‫واجعل هذه الاهتمامات‬
                              ‫موجهة نحو مواضيع ليست‬          ‫السياسة الخارجية الأمريكية‬
   ‫سنوات‪ ،‬كمرحلة الانتقال‬                                       ‫و(علي حد تعبيره) الخطر‬
   ‫داخل درجة اللون الواحد‬        ‫ذات أهمية حقيقية‪ .‬اجعل‬             ‫السرطاني»‪ .‬فالحرب‬
  ‫من الفاتح إلى الغامق‪ .‬وقد‬      ‫الشعب منشغ ًل‪ ،‬منشغ ًل‪،‬‬        ‫على الإرهاب هي ذاتها في‬
                              ‫منشغ ًل‪ ،‬دون أن يكون له أي‬          ‫كل عصر‪ ،‬فقد تم إعادة‬
     ‫تم اعتماد هذه الطريقة‬       ‫وقت للتفكير‪ ،‬وحتي يعود‬
 ‫لفرض الظروف السوسيو‪-‬‬         ‫للضيعة مع بقية الحيوانات»‪.‬‬      ‫الإعلان عنها اليوم بواسطة‬
                                 ‫(مقتطف من كتاب أسلحة‬          ‫أشخاص مختلفين لأهداف‬
     ‫اقتصادية الجديدة بين‬
‫الثمانينيات والتسعينيات من‬                                      ‫مختلفة وبالسياسة ذاتها‬
                                                                  ‫في كل عصر‪ .‬وخصوم‬
                                                                 ‫الحضارة هم ذاتهم على‬

                                                              ‫مدى التاريخ البشري ولكن‬
                                                             ‫بوظائف مختلفة وباستخدام‬

                                                               ‫واحد‪ ،‬كما يروق للسياسة‬
                                                                 ‫استخدامهم في كل حقبة‬
                                                                                ‫زمانية‪.‬‬
                                                                    ‫وكما قدم الفيلسوف‬

                                                              ‫الأمريكي نعوم تشومسكي‬
                                                                     ‫‪Noam Chomsky‬‬

                                                              ‫(‪ )... -1928‬قائمة اشتملت‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217