Page 211 - merit 54
P. 211
الملف الثقـافي 2 0 9
التفكك المجتمعي نتيجة حرية التعبير. على غير الشيوعيين أي ًضا.
لحدوث تصدع بين طبقات -استشعار الخطر: هذا هو الأساس المنطقي
المجتمع الحاكمة والمحكومة، سيكون من المفيد للسياسات لاختيار القاضي هولمز
وكذلك ارتفاع معدل الجريمة والحكومات تقديم تصورات الشهير -الخطر الواضح
مخادعة للشعب على أنه والقائم -لدستورية تقييد
نتيجة لغياب الترابط أوشك على خطر عظيم ،قد
المجتمعي والانهيار القيمي، يكون هذا الخطر حر ًبا دولية حرية التعبير؛ فقد أثر التوجه
وكذلك تعميق الشعور بأنه أو أهلية أو مر ًضا أو كوراث الخاص -الخوف على المجتمع
ليس في إمكاننا فعل شيء طبيعية أو مؤامرة أو مجاعة
ما حيال هذه الظروف ،كل مقبلة .فإغراق الشعب في الأمريكي من التحول -على
ما علينا فعله هو الاستعداد أحد هذه الحالات من شأنه
أن يخلق حالة من عدم الأمن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر
لمواجهة العدو المتربص وعدم التوازن المجتمعي
بدولتنا ،لأن من المهم أن الناتج عن حالة الرعب
يظل الشعب مستغر ًقا في والفزع ،التي تؤدي إلى اكتفاء
الفرد بذاته وأسرته غير
مشكلاته. مكترث بما يدور في محيط
-إعادة التدوير: سياسة الدولة وأساليبها،
تتعمد هذه الاستراتيجية في ولسان حاله يقول «اترك
السيطرة على سلوك الشعوب الأمر لمن بيده الأمر» ،مع
السياسي ،خلال إعادة إنتاج الوقت يحاول أكثر فأكثر
الحجج القديمة ذاتها بشكل النأي بنفسه عن المشاركة
يتناسب مع آليات العصر السياسية واعتزال الحياة
ومفرداته ليكون أكثر إقنا ًعا العامة بأكملها ،فيصبح
وأسرع في الوصول إلى عائ ًشا بنفسه ولنفسه دون
الهدف المنشود .وهذا لا أن يشغله المجتمع ومشاكله.
يعني أن هذه الحجج باطلة وهذا بالتحديد ما تريده
طول الوقت أو لا تركن إلى الحكومة من خلق فئات
الحقيقة ،فهي حجج حقيقية. عريضة منزوعة الإرادة
ولكن العلة هنا في الوقت تجاه المشاكل الحادة التي
الذي يتم فيه استخدام يواجها المجتمع ،وهذا يلقي
الحجج والهدف منها. بأثره السلبي على المجتمعين
فالرئيس الأمريكي رونالد السياسي والاجتماعي،
ريجان الذي شغل منصب بالإضافة إلى غياب الوعي
رئيس الولايات المتحدة السياسي وقضاياه عن
في الفترة ()1989 -1981 المشهد ،وعدم الانخراط في
عندما وصل إلى السلطة أعلن أي نشاط سياسي ،تأتي
أن القضية الرئيسة التي مشكلات أخري ،وهي
ستكون جوهر السياسة المشكلات الاجتماعية ،مثل
الخارجية الأمريكية هي
القضاء على الإرهاب ،وأطلق
عليه وقتها «وباء الإرهاب