Page 36 - merit 54
P. 36
حسن البنداري الغالبية العظمي من هذه
العلاقات ،تقوم على ما يعرف ،في
ساحة الأدب الرومانسي ،بـ"مثلث
الحب" ،معدوًل أكان أم مقلو ًبا،
أي رجلان وامرأة ،أو امرأتان ورجل.
ولكن يبدو لي ،أن البنداري أبى أن
يستخدم تلك الحيلة الفنية كما
هي ،في شكلها المألوف ،حيث
يتصارع رجلان للفوز بقلب امرأة ،أو
غير المألوف ،حيث تتصارع امرأتان
لنيل قلب رجل.
شديد التوتر. الجديدة ،حيث تقطن شخوصها في مجموعة من
في “رنين الصمت” ،تتوزع مشاعر هناء الذهبي، الفلل المتجاورة ،والمحاطة بحدائق واسعة ،لعل
أبرزها “فيلا السعادة” ،التي تعيش فيها هناء
على طريقة المد والجذر ،بين زوجها ،هشام
الكردي ،الذى فرضته ظروفها الحياتية عليها، الذهبي وزوجها دهشان الكردي ،وهما ،كما
وعشيق ماضيها ،الذى لم تنسه أب ًدا ،زميل الجامعة يبدوان لي ،الشخصيتان المحوريتان .ونعرف في
وخطيبها الأول ،زهران الغانم .وإزاء أزمتها هذه، مستهل الرواية أن بطلات الرواية :ذكري الباهي،
ليس أمام هناء سوى “الصمت” ،الذى هو أبلغ
من أي كلام .وفي “الصياح في الوديان” ،تعيش وماتيلدا زخاري وشويكار العفيفي ،وعايدة
ذكري الباهي نفس مأساة هناء ،مع زوجها طارق الكردي ،ونبيلة الوقاد ،تجتمعن في صالون الأحد
الغمراوي ،ولكنها تجد متنف ًسا ،لتبث مشاعرها
لعشيقها ،عزيز الباجوري ،عبر “تليفون الغرام”، الصباحي ،بـ”فيلا السعادة” ،لاحتساء الشاي،
الذى صارت خبيرة في شؤونه .وفي “جموح وتبادل الأحاديث شديدة الخصوصية ،في حرية
الهزيمة” ،تستعيد ماتيلدا زخاري ذكريات إشباع تامة .ويستشف القارئ ،من الوهلة الأولي ،أن ثمة
احتياجاتها ،خصو ًصا الجسدية ،التي تفتقدها مع خي ًطا رفي ًعا ،يربط بين هؤلاء النسوة ،وهو بمنزلة
زوجها عزيز ،الذى لم يعد موف ًقا .حيث تجد الزوجة المفجر لقنبلة موقوتة .يمتد هذا الخيط بين طرفين،
المحرومة ضالتها -ولو على مستوى الفانتازيا -في تتوسطهما امرأة .الطرف الأول هو الزوج ،الذى لم
سائقها ناجي ،الذى شعرت برجولته ،بينما كان يعد راغبًا في حياة الزوجية ،أو يكترث بها أص ًل.
يقف ،ملتص ًقا بها من الخلف ،أثناء دفع الحساب والطرف الثاني هو العشيق ،الذى يرنو إلى الشروع
في السوبر ماركت .وفي “فوق الحافة” ،يترسخ في مغامرة عاطفية .أما المرأة ،فهي الزوجة المغلوبة
لدى شويكار العفيفي شعور ،بأن زوجها شكري على أمرها ،التي يتصاعد من داخلها صراع درامي،