Page 34 - merit 54
P. 34
العـدد 54 32
يونيو ٢٠٢3
د.جمال عبد الناصر
ثنائية التمني والانكسار
في “حدائق الخريف”
عرض نقدي لرواية
حسن البنداري*
إذا نظرنا لحظ ًّيا ،في عناوين فصول الرواية الجانبية السبعة ،سالفة
الذكر ،لوجدنا أنها تكشف المستور ،أو المسكوت عنه ،من المحتوى
المضموني للرواية ككل ،من خلال نسيج معقد وشائك ،من العلاقات
الإنسانية ،في إطار الزواج وخارجه .غير أن نفس العناوين تكشف أي ًضا،
من ناحية الشكل الفني ،فرادى كانت أو مجتمعة ،عن كيان فكري متصدع،
يوازي على المستوى المجازي ،تفسخ أوجشة الأشجار ،في حدائق
الخريف ،وبالتالي تحلل وتفتت ،أو بالأحرى ،تفكك العلاقات الإنسانية،
بشك ٍل عام ،والزوجية بشك ٍل خاص -إن لم أقل تعفنها -بتقادم العمر
والزمن.
حسن البندارى“ ،حدائق الخريف” ،أمام خمس فصل الخريف ،فصلي الصيف شديد يتوسط
روايات ،اعتمدت الخريف بط ًل لها ،ألا وهى: الحرارة ،والشتاء قارص البرودة .ومن
“شمس الخريف” لمحمد عبد الحليم عبد الله، ثم فهو فصل الجفاف ،اللاحق لشمس
الصيف ،والركود المتأثر بصقيع الشتاء،
التي تتناول سيرة حياة عائلة مصرية ،ورواية أي فصل التقلبات والتغيرات الجوهرية،
“السمان والخريف” لنجيب محفوظ ،وهى رواية لا سيما النفسية .من هنا كان ترميزه،
على مستوى الأدب ،بقرب النهايات ،في
تأملية فلسفية في الحياة بعامة ،وفي شخصيتها التجربة أو العمر .وكم من رواية ،توقف مبدعها
المحورية بخاصة ،ورواية “خريف البطريريك”
للروائي الكولومبي جابريل جارسيا ماركيز ،التي عند تأمل هذا الفصل ،وما يحدثه من تغيير في
تنحو منحى دكتاتور ًّيا ،ورواية “اعتدال الخريف” النفس الإنسانية ،والظروف الحياتية ،في سياق
للكاتب اللبناني جبور الدويهي ،وهي رواية العالم الطبيعي المحيط.
اجتماعية واقعية ،وأخي ًرا رواية “الخريف” للروائية ولعلي أتوقف هنيهة ،قبل الخوض في رواية
الاسكتلندية آلى سميث ،التي تعني بالتحولات