Page 39 - merit 54
P. 39
37 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
د.هانم محمد حجازى الشامى*
عتبة الخطاب المقدماتي
في كتاب:
«أم كلثوم ..الشعر والغناء»
تع ُّد عتبات الخطاب المقدماتي عام ًل رئي ًسا فى َفهم خصوصي ِة النص
وتحدي ِد مقاصده الدلالية ،وتوجيه قراءته ،وتحدي ِد ُهويته؛ إذ إنه نص
افتتاح ٌّي وفع ٌل قصد ٌّي تمهيد ٌّي يقدم رؤي ًة قرائي ًة بوصفه منطل ًقا معرف ًّيا،
وفضا ًء علامات ًّيا ذا دلالات لغوية وبصرية ُيقيم في تصور كل متل ٍق صور ًة
ِدلالي ًة جامع ًة بين الغلاف والمضمون .وغلاف كتاب «أم كلثوم -الشعر
والغناء» ،تظهر فيه رؤي ُة المؤلف توص ًل للمضمون بترابط ذي مقصد؛
حيث تتجلى سلط ُة العنوان فى تشكل هيكل بنيته؛ فيزيحها من سياقها
التداولي المعجمي؛ ليمنحها بنا ًء تركيب ًيا ناش ًئا من علاقات مركبة ،تناغ ًما
وإيقا ًعا ،وتناس ًبا وانسجا ًما يدعو المتلقي إلى التبصر فى المعطى البصري
للغلاف وارتباطه بالنص المتن ،في شكل خلاصات تقويمية مكثفة دلال ًّيا
وشكل ًّيا وتداول ًّيا.
محاور عدة؛ الأول :التشكيل البصري وأثره في الدراسة الإجابة عن السؤال الآتى :هل هدف
المتلقي ،وتضمن؛ البحث في الألوان وكيفية توزيعها، عتبة الغلاف مدخل نصي للنص المرتقب،
وعلاقتها بالعنوان .الثاني :سيمولوجيا العنوان أو خطاب مستقل لم يكن اختياره عن
والتماسك النصي ،وقد أسفر عن أثر العنوان في قصدية؟ ما دورها في فك شفرة النص
إثارة المتلقي ذهنيًّا ومعرفيًّا ووجدانيًّا ،ثم التناص
الرئيس؟ ومن ثم وجب اتباع المنهج
الذي يتصل فيه وينفصل مع كتب تناصت مع السيميائي؛ حيث إنه أكثر المناهج قدرة على فك
العنوان ذاته .الثالث :المغزى التداولي والمؤشر شفرات ورموز العتبات ،إضافة إلى المنهج الوصفي
التجنيسي ،وقد عمد إلى إظهار الأثر الفاعل في القائم على التحليل؛ حيث يتم ربط التتابعات النصية
تحديد العمل الأدبي؛ لكونه موج ًها قرائيًّا ووظيفة والعتبات دون عزل أو إغلاق ،انطلا ًقا من أن العمل
إخبارية وإعلامية له .ثم المبحث الرابع :المؤلف الأدبى حج ٌم وفضاء ،حجمه فى الدلالات التي
وشرعية الملكية الفكرية؛ حيث تثبت هوية الكتاب
وتحقق ملكيته الأدبية والفكرية ،وتحقق تنا ًّصا ُي َولِد َها الاتساق بين النص المرتقب وعتباته.
وللكشف عن تلك الإجابة تطرقت الدراسة إلى تناول