Page 38 - merit 54
P. 38

‫العـدد ‪54‬‬     ‫‪36‬‬

                                                     ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬

      ‫على مستوى معنى الفصل‪ ،‬سواء الافتتاحي‬           ‫جبور الدويهي‬  ‫آلى سميث‬
     ‫أو الختامي‪ .‬وثانيهما له مغزى‪ ،‬على مستوى‬
   ‫مبنى الرواية ككل‪ .‬الأمر الأول هو أن الروائي‪،‬‬      ‫قبل أن تقودها قدماها إلى نقطة الانكسار‪ ،‬محاولة‬
   ‫بدأ فصله الاستهلالي‪ ،‬بهناء قبل دهشان‪ ،‬لأنها‬        ‫إعادة تقييم تجربتها الحياتية‪ ،‬بهدوء وتؤدة‪ ،‬بل‬
  ‫الشخصية النسائية‪ ،‬المفجرة لكل أحداث حيوات‬                                          ‫برزانة وتعقل‪.‬‬
   ‫النساء الأخريات‪ .‬ثم بدأ فصله الأخير بدهشان‬           ‫وكما بدأ حسن البندارى روايته ينهيها‪ ،‬وكأنه‬
  ‫قبل هناء‪ ،‬لأنه من يأخذ زمام التفجير المأسوي‪،‬‬          ‫يوحى لنا بشكل دائري مقصود‪ .‬ولكن القارئ‬
‫ويقدم على تصفية عشيق زوجته‪ ،‬منافسه الأوحد‪،‬‬
 ‫زهران‪ .‬إذن من “رنين” صمت الفصل الأول‪ ،‬إلى‬           ‫النابه‪ ،‬يلاحظ أمرين مهمين هنا‪ .‬أولهما ذو أهمية‪،‬‬
  ‫هدير “عاصفة” الفصل الأخير‪ .‬ولكن إذا نظرنا‪،‬‬
 ‫مليًّا‪ ،‬في عناوين الفصول السبعة للرواية مجتمعة‪،‬‬
‫لوجدنا أنها تشبه حلقات سلسلة درامية مقصودة‪،‬‬
    ‫ومحسوبة بإمعان‪ .‬فمن صدى “الصمت” إلى‬
     ‫ضجيج “الصياح” في الوديان‪ ،‬ومن التصدي‬
     ‫و”الهزيمة” إلى الانهيار عند حافة “الهاوية”‪،‬‬
  ‫ومن التصدع بـ”زلزلة” الأرض‪ ،‬إلى “السقوط”‬
    ‫أخي ًرا‪ ،‬أمام “عاصفة” مدمرة تطمس الوجود‪.‬‬
 ‫وهذا ما يفسر‪ ،‬في تقديري‪ ،‬اختيار “ثنائية التمني‬
  ‫والانكسار”‪ ،‬عنوا ًنا لهذه القراءة الموجزة‪ ،‬لرواية‬

                            ‫“حدائق الخريف”‬
                                   ‫‪-------‬‬

                 ‫* مكتية الأنجلو‪ ،2023 ،‬ط‪.3‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43