Page 93 - merit 54
P. 93
91 إبداع ومبدعون
قصة
أجل الادخار ،فيتساءل «لو كنت متج ِوز أو كنت
مسؤولة عن بيت ُكنت عملت إيه؟!».
تؤرقني أي ًضا اللحظة التي أتشا َرك فيها مع
أصدقائي أحوالنا النفسيَّة والصحيَّة ،فنجد أننا
جمي ًعا نبحث عن أفضل أخصائي أو طبيب نفسي
بأقل تكلفة ُمم ِكنة ،ساعين للتعافي من صدمات
سابقة ،وتراكمات الماضي ،والاعتناء بصحتنا
النفسية في ظل ضغوطات الحياة التي نواجهها،
نريد أن نكون أفضل نسخة ِمنَّا وإصلاح ما
أفسده الجيل الأكبر ،وأننا بلا استثناء نذهب إلى
طبيب العظام ،وأن تشخيصنا المرضي يتراوح
بين خشونة في الركبتين ،أو خشونة في الفقرات
ال ُعنقيَّة أو القطنيَّة ،في حين أن مثل هذه المعاناه
عرفها الجيل الأكبر وهم في الخمسين والستين من
أعمارهم.
ثم المُعاناة الأعظم التي أصبحنا نواجهها مبك ًرا،
مرض العصر الذي يجعلنا نستقبل أنبا ًء عن رحيل
إحدى الصديقات أو أحد الزملاء بد ًل من دعوات
أفراحهم؟! ذلك اللعين الذي يجعلني أشعر في بعض
الأحيان بقلة الحيلة والسخط والغضب؛ لأنهم
كانوا يجب أن يستمروا معنا ويحققوا أحلامهم،
كان ُهناك شخص ما ينتظرهم والآن صار وحي ًدا،
وعائلة كانت تظن أن الرحيل يبدأ بالأكبر ُعم ًرا
ولكنهم فقدوا الأصغر ُمبك ًرا ج ًّدا ،ولكنني في أحيان
أخرى أكتفي بقول:
انتهت أدوارهم في الرحلة وكان يجب أن يصعدوا
م َّرة ثانية..
ومن هنا أنتقل إلى مآساتي مع سرطان الثدى
الذي ورثته عن إحدى نساء عائلتي ،في بادئ الأمر
كان هناك ذلك الصوت المجهول بداخلي الذي ظل
يخبرني أنني ُمح َّصنة ِم َّما يصاب ِبه غيري ،منذ
أن تلقيت أول نبأ في حياتي عن وفاة أحد الزملاء
بسبب اللعين ،والغريب أن ذلك الصوت تح َّول
لاح ًقا إلى يقين ،وصار اليقين إيما ًنا حتَّى انهار
تما ًما عندما وجدتني عد ًدا ُيضاف إلى المصابين
الآخرين حتى إشعار آخر إ َّما بوفاتي أو ببقائي
سا ِ َلة مع الأحياء.
أتذ َّكر أنه في الم َّرة الأولى حينما تلقيت خبر إصابتي
ببعض الكتل الورمية ،وبضرورة الإجراء الجراحي