Page 166 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 166

‫العـدد ‪24‬‬                                                        ‫‪164‬‬

                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬                                                ‫د‪.‬هاني حجاج‬

       ‫وعرفت بعض النساء‬          ‫“تحلم جميع الفتيات‬           ‫الأدب الإيروتيكي ‪..‬‬
    ‫منذ عهد بعيد أن الطريقة‬                                       ‫بين الاشتهاء والتشهِّ ي‬
  ‫الوحيدة لتكسب رزقها هي‬        ‫برجل يستطيع أن يكتشف‬
‫استخدام جسدها‪ ،‬وهي ميزة‬         ‫فيهن امرأة حقيقية ورفيقة‬
   ‫غير متاحة لقرينها الرجل‬
 ‫الذي يكد ويتعب ويستخدم‬              ‫مثيرة وصديقة‪ .‬لكن‬
     ‫جسده في حمل الحقائب‬       ‫جميعهن يعرفن أي ًضا‪ ،‬ومن‬
   ‫ودفع المركبات والنوم على‬
   ‫الأرض لتصليح السيارات‬           ‫الدقيقة الأولى‪ ،‬أن شيئًا‬
‫والجلوس متخشبًا في مكاتب‬          ‫من هذا لن يحدث في أي‬
     ‫ضيقة لتسجيل البيانات‬       ‫لقاء”‪ .‬هذا ما كتبته عاهرة‬
                                ‫برازيلية محترفة في إحدى‬
       ‫وإدمان القهوة والتبغ‬      ‫الروايات‪ .‬تصف زميلاتها‬
‫لمواصلة مضاربات البورصة‬            ‫في الحانة‪ .‬هاته النسوة‬
 ‫ومتابعة أرباح السوق؛ فإذا‬      ‫عرفن السر الذي يكمن فيه‬
                               ‫ضعف الرجل‪ .‬أي رجل‪ .‬كل‬
   ‫كان مكسبه أقل مما يمكن‬        ‫رجل‪ .‬بالسليقة‪ ،‬بالفطرة‪،‬‬
     ‫أن يفتح به بيتًا ويقتني‬      ‫بسبب ظروف صعبة‪ ،‬أو‬
                                   ‫بمجرد التطور الطبيعي‬
  ‫زوجة وأسرة وأولاد‪ ،‬ألقى‬     ‫للمخلوق البشري‪ .‬تبلغ الفتاة‬
 ‫بجسده المكدود منهك القوى‬        ‫فتنته للعيون التي تراقبها‬
                                ‫تستطلع أماكن تثير عجبها‬
      ‫على فراش إحدى بنات‬            ‫ثم حفيظتها ثم حياءها‬
  ‫الليل لينفق عليها نصف ما‬         ‫وهي تتساءل فيما بينها‬
                               ‫وبين نفسها عن الذي تملكه‬
    ‫تعب ليكسبه‪ ،‬وهي ملقاة‬        ‫المراهقة الصغيرة ويجعل‬
    ‫في ذات الفراش في نهاية‬       ‫الرجل البالغ الرشيد يفغر‬
    ‫المطاف لتقبض لا لتدفع‪.‬‬      ‫فاه في بلاهة‪ .‬وبدوافع من‬
 ‫أما الرجل المفلس أو الحكيم‬     ‫الفقر والاستسهال والكبت‬
  ‫أو الأخلاقي فيدق نفسه في‬         ‫لا تجد في جسدها طاقة‬
  ‫الأوراق والكتابة والاطلاع‬    ‫لعمل شاق مرهق كما يفعل‬
‫وهكذا‪ ،‬بينما رفيقته لا تحتاج‬    ‫الرجال ولا في نفسها قدرة‬
      ‫لكتب لتعرف ما ينبغي‬        ‫على مواصلة جهود عقلية‬
     ‫عليها عمله‪ ،‬على العكس‪،‬‬   ‫يومية للعلم والتدريس ونحو‬
   ‫يدفع الرجال أكثر للعاهرة‬      ‫ذلك‪ ،‬مع ما يقابل ذلك من‬
      ‫التي تتظاهر بالسذاجة‬      ‫نشاط غريزي سهل‪ ،‬ممتع‬
  ‫وبأنها تلميذة للفحل القادم‬      ‫يحقق المال الوفير نسبيًّا‬
    ‫ليتخلص من عنت الحياة‬         ‫في أقل وقت‪ ،‬قبل أن يقفز‬
 ‫والمدير والزوجة‪ .‬وتوصلت‬       ‫فوق الغنيمة رجل آخر يعلن‬
   ‫بعض الداعرات من خلال‬           ‫نفسه ق ّوا ًدا يحمي الفتاة‬
   ‫هذه الوسيلة دون سواها‬         ‫من منافسة بقية الفتيات‪،‬‬
      ‫من السيطرة على ملوك‬      ‫وين ّظم تدافع الرجال عليها‪.‬‬
  ‫وأمم‪ ،‬ولديك مدام بوفاري‪،‬‬
   ‫والنسوة في حياة نابليون‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171