Page 182 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 182
العـدد 24 180
ديسمبر ٢٠٢٠ مدن ًسا ارتبط قس ًرا بالمرأة/
الشيطان وبالرذيلة .وأضحى
وهي نظرة إقصائية اختزالية الجنس بعفوية وشفافية،
تعاملت مع الجسد الأنثوي إ َّل نحن فقد اعتبرناه طف ًل الحديث عن الجسد الأنثوي
باعتباره أو ًل ،موطنًا للجمال غير شرعي وطردناه من والجنس من أكبر التابوهات
والخصب ،فإذا ما فقدهما مدننا ،وج ّردناه من حقوقه
بفعل السنين فقد سبب في المجتمعات الحديثة.
وجوده ،وصار موته خي ًرا المدنية»(.)19 وم ّما يثير الاستهجان
من حياته ،وباعتباره ثانيًا نعم ،هكذا ت ّم تحويل الجنس
خزين مغريات وشهوات، من ضرورة عضوية يزدهر ح ًّقا ،أن يتح ّول هذا
وأداة طيّعة للحصول على بها الجسد ،ومن ق ّوة دافعة الجسد الأنثوي -الذي هو
النشوة الجنسية ،والشعور الرأسمال الرمزي للمرأة
باللذة والإشباع .وقد نابعة من الطبيعة الفطرية وموطن ذاتها -إلى سلعة
ر ّسخت ك ّل الأساطير للرجل والمرأة إلى فعل مشين تباع وتشترى في المجتمع
المؤدلجة ،والأدبيات العربية الرأسمالي .ولع ّل هذا التح ّول
والغربية هذه النظرة التي مقترن بالعنف والخطيئة الثقافي والاجتماعي استتبع
حاصرت الجسد الأنثوي -خاصة إذا ما مورس خارج تغ ُّي ًرا في النظرة إلى الجنس
وقيّدته ،فلم يستطع أن
يخرج من بوتقتها حتى في مؤسسة الزواج ،-فتح ّول الذي ُح ِّمل بأفكار سلبته
عصر الإنترنيت عندئذ إلى مشكلة. قداسته وطهارته ،وهذا ما
عبّر عنه نزار قباني قائ ًل:
ومهما كان من أمر ،فلطالما
ُنظر إلى المرأة عند شعوب «إ ّن الجنس هو صداعنا
العالم القديمة والحديثة على الكبير في هذه المنطقة،
أنها كائن غير مستقل تابع وهو المقياس البدائي
للرجل ،راضخ لسلطانه. لكل أخلاقياتنا التي
حملناها معنا من
الصحراء ،يجب أن
يعود الجنس إلى
حجمه الطبيعي ،وأن
لا نضخمه بشكل
يح ّوله إلى غول أو
عنقاء .الكائنات كلها
تلعب لعبة الجنس
بمنتهى الطهارة.
الأسماك..
الأرانب..
والأزاهير..
والعصافير..
وشرانق
الحرير..
والأمواج..
والغيوم ..كلّها
تمارس طقوس
قصص بداية الكون في الروايات الدينية