Page 184 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 184

‫العـدد ‪24‬‬                                                    ‫‪182‬‬

                               ‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬                                            ‫د‪.‬أبو اليزيد‬
                                                                                      ‫الشرقاوي‬
  ‫ذوات الفضل المادي فشاع‬            ‫‪ -1‬المقدمة‬                ‫مدخل ثقافي لشاعر منحرف‬
‫المثل (تجوع الحرة ولا تأكل‬        ‫«الثقافية»**‬
‫بثدييها)‪ ،‬ونكا ُح الاستبضاع‪،‬‬
                                 ‫يمكن أن يكون «الجنس‬
    ‫وهو لطلب تحين النسل‪،‬‬
 ‫فيدفع الرجل بامرأته لرجل‬      ‫‪ ،»sex‬بما صاحبه من دوافع‬
 ‫يتوسم فيه صفة ما تعجبه‪،‬‬       ‫وخيالات وممارسات ونتائج‬

    ‫يجامعها وقت الحمل‪ ،‬ثم‬       ‫وتح ّقق‪ ،‬يمكن أن يكون كل‬
      ‫يأخذها‪ ،‬واعتقد العرب‬         ‫ذلك مدخ ًل لقراءة العقل‬
                                    ‫العربي ومنجزه الثقافي‬
‫لتمرير هذا الفعل أن مجامعة‬        ‫والحضاري من الجاهلية‬
   ‫الرجل لزوجته بعد حملها‬           ‫إلى اليوم‪ .‬أعتقد أن مثل‬

 ‫(بهذه الطريقة) يثبت صحة‬         ‫هذه الدراسة كفيلة بكشف‬
 ‫نسب الولد إليه‪ ،‬لأنه تغذى‬        ‫الكثير من جوانب التفكير‬
                                ‫العربي وخفاياه‪ ،‬وبإمكانها‬
    ‫على مائه‪ .‬ونكا ُح الرهط‪،‬‬      ‫أن تعيد التفكير في الكثير‬
   ‫وهو نكاح جماعي‪ ،‬ونكا ُح‬     ‫من «المسلمات» التي نتناقلها‬

    ‫المخادنة‪ ،‬وهو أن تعرف‬            ‫بالتواتر‪ ،‬فإذا تأملناها‬
 ‫المرأة عشي ًقا على زوجها‪ ،‬لا‬        ‫من «المنظور الجنسي»‬
 ‫يمتلك الزوج حق الاعتراض‬         ‫سيتكشف لنا جوه ٌر آخر‪،‬‬
   ‫عليه أو منعها منه‪ ،‬لمنزلته‬   ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬موضوع‬
                               ‫النسب الذي تغنى به التراث‪،‬‬
      ‫وقومه وغناه‪ ،‬والعرب‬      ‫باعتباره أحد علامات العرب‬
 ‫كانت تقر هذا الزواج ما دام‬          ‫ومزاياهم‪ ،‬قدي ًما‪ ،‬فهو‬
  ‫مستت ًرا‪ ،‬ونكاح البدل وفيه‬       ‫موضوع يتعرض للطعن‬
                                 ‫إذا استحضرنا الممارسات‬
   ‫يتبادل رجلان زوجتيهما‪،‬‬      ‫الجنسية منذ الجاهلية‪ ،‬وهي‬
    ‫ونكاح المضامدة‪ ،‬وعرفه‬          ‫ممارسات تواتر الحديث‬
    ‫الفراء بأن تصادق المرأة‬     ‫عنها‪ ،‬مما يجعل الشك فيها‬
    ‫اثنين أو ثلاثة في القحط‬
 ‫لتأكل عند هذا وهذا لتشبع‪،‬‬                        ‫ضعي ًفا‪.‬‬
    ‫وكان الرجل إذا دخل في‬            ‫تحكي كتب التراث عن‬
‫شدة القحط وخاف على أهله‬
  ‫الهلاك أودع امرأته وبناته‬            ‫«العلاقات الجنسية»‬
  ‫عند رجل يطعمهن وله حق‬          ‫[المشروعة] بحكم الأعراف‬
    ‫جماعهن إن شاء‪ .‬ونكاح‬          ‫الجاهلية‪ ،‬ومنها «البغاء»‪،‬‬
 ‫السر‪ ،‬ويشبه الزواج العرفي‬       ‫وهي الممارسة بمقابل‪ ،‬ولم‬
 ‫حاليًا‪ .‬ونكاح الضيزن وهو‬
   ‫وراثة زوجات الأب والأخ‬          ‫تر العرب فيه بأ ًسا‪ ،‬لكن‬
   ‫والابن بعد الوفاة‪ .‬ونكاح‬     ‫البأس والرفض أن تمارسه‬
 ‫الزنا‪ .‬وكل هذه الأنواع ورد‬
  ‫فيها قرآن بالتحريم ماعدا‬           ‫المرأة لطلب اللذة‪ ،‬وهو‬
‫الضماد‪ ،‬ويمكن مراجعتها في‬        ‫الزنا‪ ،‬لذلك أقروا «الرايات‬

       ‫كتب التراث بتفصيل‪.‬‬           ‫الحمراء»‪ ،‬وترفعت عنه‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189