Page 196 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020

‫العـدد ‪24‬‬ ‫‪194‬‬

‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬ ‫المثلية‪ ،‬فإنهن يحافظن على‬
‫نجاحهن وانتصارهن‪ ،‬وإن‬
‫إلى نفس الطبقة العاملة‪،‬‬ ‫القرية والجيل الذي تمثله‬ ‫كان عاب ًرا‪ ،‬على النظام الأبوي‬
‫والخلفية الريفية‪ .‬يعكس‬ ‫كخلفية تحدد العنف والقمع‬ ‫الذي يحاول السيطرة على‬
‫وفساد النظام الأبوي مقابل‬
‫الانتقال من الريف إلى‬ ‫الرغبة الجنسية الأنثوية‬
‫الحضر حركة أخرى إلى‬ ‫جو حضري أكثر ليبرالية‬ ‫وحبسها وقمعها‪.‬‬
‫أوضاع اجتماعية أفضل‬ ‫يسمح باستكشاف جنسي‬
‫الهوية الجنسية الأنثوية هي‬
‫نسبيًّا خاصة في حالة‬ ‫أكثر حرية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في‬ ‫منظور آخر ملزم‪ .‬لا يوجد‬
‫صبح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وكما‬ ‫جميع الروايات الثلاث‪،‬‬ ‫تأكيد على الأدوار الأنثوية‬
‫ذكرنا ساب ًقا‪ ،‬فإن الشعور‬ ‫ازدهرت الهياكل الأبوية‬
‫بالاغتراب والتهميش الذي‬ ‫التقليدية للأم والزوجة‬
‫نعيشه في جميع الأوقات‬ ‫للقرية في البيئة الحضرية‬ ‫والباحثة عن العاشق الذكر‪.‬‬
‫والعابرة للحدود الوطنية‬ ‫الأمومة ليست جانبًا محد ًدا‬
‫والأماكن والسياقات‬
‫يشهد على حقيقة أن‬ ‫التي تحرم النساء من‬ ‫لشخصية الأنثى‪ .‬ترتبط‬
‫الهياكل الأبوية مترسخة‬ ‫فرصة التمرد وحل مسألة‬ ‫الزوجة بالتمثيل الثقافي‬
‫في الهياكل الثقافية عبر‬ ‫عدم المساواة بين الجنسين‬ ‫التقليدي للمرأة‪ .‬على هذا‬
‫الزمان والمكان والطبقة‬ ‫النحو‪ ،‬غامرت الشخصيات‬
‫بشكل دائم‪.‬‬ ‫النسائية في العلاقات خارج‬
‫الاجتماعية‪.‬‬ ‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬تسلط‬ ‫نطاق الزواج أو العلاقات‬
‫صورة الأم عامل ارتباط‬ ‫الروايات الثلاث الضوء على‬ ‫الجنسية المثلية‪ .‬فبد ًل من‬
‫آخر بين الأعمال الثلاثة‪.‬‬ ‫أهمية الطبقة في التفاوض‬ ‫ذكر العاشق والحكايات‬
‫الصورة السائدة لأمهات‬
‫البطلات الثلاث هي صورة‬ ‫على النوع الاجتماعي‬ ‫الرومانسية‪ ،‬نرى في‬
‫الضحية‪ ،‬حتى عندما يتم‬ ‫والجنس وعدم المساواة‪.‬‬ ‫الغالب أزوا ًجا مستبدين‬
‫تصويرها على أنها متواطئة‬ ‫تأتي جميع البطلات الثلاث‬ ‫وشخصيات ذكورية عنيفة‬
‫وداعمة للثقافة الأبوية‪،‬‬ ‫من الطبقة الاجتماعية الدنيا‬ ‫و ُمحطمة ومنافقة‪ .‬تطرح‬
‫والريفية المرتبطة بحقيقة‬ ‫الطحاوي ويزبك وصبح‬
‫في حالة صبح‪.‬‬ ‫أن المؤلفات الثلاث ينتمين‬ ‫مفهو ًما جدي ًدا لمعنى الأم‬
‫الاستسلام وقبول‬ ‫والزوجة وفكرة الأنثى التي‬
‫تحتاج إلى حبيب أو حا ٍم‪.‬‬
‫الوضع الراهن‬
‫هما آلية للبقاء في‬ ‫‪ ‬التحول في المكان هو‬
‫سياق قاس وعدائي‪.‬‬ ‫موضوع مشترك بين‬
‫تصور النصوص‬ ‫الروايات الثلاث أي ًضا‪.‬‬
‫إن الانتقال من الريف إلى‬
‫أي ًضا انقسا ًما‬ ‫الحضر في حالة الطحاوي‬
‫لدى الأجيال بين‬ ‫وصبح‪ ،‬ومن الطبقة الدنيا‬
‫الأمهات والبنات‪،‬‬ ‫إلى الطبقة ال ُعليا في حالة‬
‫حيث ُتظهر البطلات‬ ‫يزبك‪ ،‬يؤكد الفكرة المشتركة‬
‫الثلاث الرئيسيات‬ ‫لوهم التحرر والمساواة الذي‬
‫اغترا ًبا عن شخصية‬ ‫خلقته المدينة أو الغرب‪.‬‬
‫في قضية الطحاوي توجد‬
‫الأم التقليدية‬
‫التي يرمز لها في‬
‫أمهاتهن‪ ،‬سواء تم‬
‫تصويرهن على أنهن‬

‫ميرال الطحاوي‬