Page 224 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020

‫العـدد ‪24‬‬ ‫‪222‬‬

‫ديسمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫قد وعد باستقرار الطقس مقابل‬ ‫الناس ما يقتاتون به‪ ،‬ولا شيء‬ ‫ضباب غامض و ُمغبر‪ ،‬حجب‬
‫التضحيات الجماعية بالأطفال على‬ ‫ُيساعد على البقاء‪ ،‬واندثرت‬ ‫ضوء الشمس‪ ،‬وبدأت درجة‬
‫حضارة موتشي ‪Moche‬‬ ‫الحرارة في الانخفاض‪ ،‬أمطار‬
‫أمل وقف الطقس المُدمر(‪.)1‬‬ ‫غزيرة انهمرت في البداية‪ ،‬تبعتها‬
‫ووفق ورقة بحثية ُقدمت في‬ ‫‪800 -100( civilization‬م)‪،‬‬ ‫موجة ثلوج قاسية‪ ،‬ودمر الصقيع‬
‫في شمال بيرو‪ ،‬ولم يبق إلا‬ ‫المحاصيل‪ ،‬وتجمدت الأنهار‪،‬‬
‫جامعة هارفارد الأمريكية‪،‬‬ ‫وغطى الجليد مناطق شاسعة‬
‫بإشراف مؤرخ العصور الوسطى‬ ‫بعض الآثار‪ ،‬التي أخبرت عنها‪،‬‬ ‫من سطح الأرض‪ ،‬ودخل سكان‬
‫ويعتقد علماء الأديان أن هذه‬ ‫الكوكب في مجاعة‪ ،‬إذ لم يجد‬
‫مايكل ماكورميك ‪Michael‬‬
‫‪ ،McCormick‬أن ذلك حدث‬ ‫الأحداث المناخية كانت سببًا في‬
‫نتيجة انفجارات بركانية سبقت‬ ‫تحطيم إيمان شعبها‪ ،‬الذي كان‬
‫«عام الهلاك»‪ ،‬حدثت في القطب‬
‫الجنوبي من كوكب‬ ‫وباء‬
‫الأرض‪ ،‬حجب رمادها‬ ‫جستنيان‬
‫المنتشر ضوء الشمس‪،‬‬
‫ما أدى لانخفاض درجة‬
‫حرارة الأرض‪ ،‬ومهد‬
‫للكارثة‪ ،‬واستمرت‬
‫الانفجارات البركانية‬
‫لعدة سنوات‪ ،‬مما أطال‬
‫عمر الأزمة‪ ،‬وبقيت‬
‫الأرض بعدها ُتعاني‬
‫قرابة المئة عام‪ ،‬إذ لم‬
‫تظهر ملامح الانتعاش‬
‫الاقتصادي حتى عام‬

‫‪640‬م(‪.)2‬‬
‫ويذكر المؤرخون أنه‬
‫بعد أربع سنوات من‬
‫«عام الهلاك»‪ ،‬أي في‬

‫عام ‪540‬م‪ ،‬حدث‬
‫ركود كبير دخلت فيه‬
‫الأرض‪ ،‬شمل استقرا ًرا‬
‫في درجات الحرارة‪ ،‬مع‬
‫بدء ارتفاعها تدريجيًّا‪،‬‬
‫وبدأ الجليد‪ ،‬الذي كان‬
‫ُيغطي سطح الأرض‪،‬‬
‫في الذوبان‪ ،‬وعلى إثره‬

‫جرت الأنهار مرة‬
‫أخرى‪ ،‬وبدأ الرماد‬
‫بالانقشاع‪ ،‬وشيئًا‬
‫فشيئًا عادت النباتات‬