Page 227 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 227
225 ثقافات وفنون
رأى
الصحية في مسقط مرة أخرى .كانوا يهجرون مدنهم وقراهم من الأوبئة ،انتشرت في أنحاء
مختلفة من العالم لظهور كورونا، فرا ًرا من هذه الأمراض الوبائية، وعندما انتشر الطاعون في
إذ ظهر في عام 2002وباء إلا أنهم كانوا يجلبون معهم البحرين عام ُ 1903منعت السفن
الإلتهاب الرئوي اللانمطي الحاد الأمراض القاتلة ،ويتسببون في الأهلية من مغادرة الجزيرة.
وكانت السلطات العثمانية ،التي انتشارها ،وكانت هذه الأمراض (سارس) بمدينة فوشان جنوبي
الصين .وشهد عام 2009 كانت تتبعها حينئذ منطقة شبه والطواعين ،حسب توصيفه،
الجزيرة العربية والخليج العربي ،فتَّاكه ،وكان معظمها يظهر فجأة ،ظهور وباء انفلونزا الخنازير في
تقوم بتطبيق الحجر الصحي في ويزول تدريجيًّا من تلقاء نفسه ،المكسيك ،وفي عام 2014تفشى
وباء «إيبولا» منطل ًقا من غينيا موانئها ،وعلى المدن التي يجتاحها وخاصة مع ارتفاع درجات
الطاعون فتمنع خروج أحد منها الحرارة ،ودخول فصل الصيف .في أفريقيا ،ثم انتقل إلى معظم
ويذكر أن هذه الأمراض الوبائية دول العالم ،وحصد أرواح أكثر أو دخول آخرين إليها .وبداية
من عام 1801بدأ العالم يعرف كانت تتسبب في إفنا ٍء عظي ٍم في من 11ألف شخص .يؤكد هذا
اللُقاحات ضد بعض الأمراض ،البشر ،وكانت تزحف وتنتشر على أن كل كارثة طبيعية هي
من مدينة إلى أخرى ،ومن قرية محاولة من الطبيعة لخلق توازن ومنها مرض الجدري ،وكان
إلى ثانية ،في موجات مستقلة من جديد ،وهي بمثابة رد فعل لما الأطباء في المقيمية البريطانية
في الخليج ووكالاتها ،وجراحي العدوى ،وتنتشر بسرعة كبيرة ،يقوم به البشر تجاه تناغم النظام
كما كانت تتفشى بين مخيمات الطبيعي ،وهو ما يتطلب استجابة السفن البريطانية ،هم من
يقومون بتقديم الخدمات الطبية البدو ،وبين قوارب الغوص على فورية ومناسبة من الجنس
اللؤلؤ في الخليج العربي ،و ُتصيب البشري ،فالأمر لا يتعلق بالغنى لأهل منطقة الخليج العربي،
أو الفقر ،ولا بالتطور أو التخلف، وذلك بحقن وتطعيم الناس بهذه الجاليات الأوروبية ،وأحيا ًنا
اللُقاحات ،والتي كانت تأتي من المسؤولين البريطانيين ،وتتسبب ولا بالدول المتقدمة والنامية؛ بل
طاعون بتوخي التمسك بالحكمة والرحمة في موت خلق كثير. أوروبا.
َع َمواس ويذكر لوريمر أن بعض الناس
وفي التاريخ المعاصر مهدت عدد والإنسانية