Page 90 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 90

‫العـدد ‪23‬‬         ‫‪88‬‬

                                                   ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬  ‫د‪.‬محمد زيدان‬

   ‫الرمز السردي في مجموعة‬
‫«رهان ملاك من أجل كمثرى»‬

  ‫إليه كلمة «سردي» فالعمل مطالب أن تكون آليات‬      ‫دائ ًما ما تأخذ الناقد العناوين الغامضة‪ ،‬لأنه يجد‬
      ‫السرد إما أن تعود إلى الرمز وحده‪ ،‬أو الرمز‬
         ‫متضامنًا مع الفكرة السردية‪ ،‬أو كلاهما‪.‬‬    ‫نفسه في صراع مع الأفكار والرموز والموضوعات‬
                                                         ‫والأيقونات التي تحكم العمل الأدبي‪ ،‬ولذلك‬
  ‫وبمنتهى الصراحة فإن كل كلمة في النص تصلح‬
‫للتأويل‪ ،‬بداية من الرهان والذوات ومرو ًرا بالفكرة‬  ‫أخذت أبحث عن القصة التي تحمل العنوان نفسه‪،‬‬
                                                        ‫في مجموعة رهان ملاك‪ ،‬ولا أخفي س ًّرا أنني‬
  ‫نفسها‪ ،‬وانتها ًء بالألفاظ التي‬                                              ‫قرأتها أكثر من مرة‪،‬‬
  ‫لا تدل إلا على نفسها‪ ،‬بمعنى‬                                               ‫ثم استوقفتني الألفاظ‪،‬‬
   ‫أن اللغة في الحكاية لغة غير‬                                             ‫والجمل‪ ،‬والنص قصير‬
‫متماسكة من الناحية السردية‪،‬‬                                                  ‫للغاية‪ ،‬والعنوان يشبه‬
                                                                               ‫إلى حد كبير الرموز‬
     ‫في مقابل أنها تملك أدوات‬                                                ‫الكشفية التي تعج بها‬
  ‫التأويل لدرجة كبيرة‪ ،‬فنرى‪:‬‬                                              ‫كتابات الصوفيين‪ ،‬إذ إنك‬
   ‫‪ -‬هالة الغموض التي تحيط‬                                                ‫تجد نفسك أمام بحر من‬
                                                                             ‫التأويلات التي تصيب‬
    ‫بهذا الملاك‪ -‬غالبًا هي تكئة‬                                              ‫أحيا ًنا وتخطئ أحيا ًنا‪،‬‬
                     ‫سردية‪.‬‬                                                  ‫وفي كلا الحالتين‪ ،‬أنت‬
                                                                           ‫تعيش مع الرمز‪ ،‬وتلتقي‬
‫‪ -‬الحوار الافتراضي بين الملاك‬                                                ‫مع تأويلاته‪ ،‬ولكن في‬
                      ‫والمرأة‪.‬‬                                                 ‫النصوص السردية‪،‬‬
                                                                              ‫فإن الرمز إذا أضيف‬
      ‫‪ -‬الدلالة المراوغة التي لا‬
  ‫تستطيع إلا أن تؤولها تأوي ًل‬

     ‫مستقلاً أحيا ًنا‪ ،‬ومتضامنًا‬
                      ‫أحيا ًنا‪.‬‬
   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95