Page 94 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 94

‫العـدد ‪23‬‬      ‫‪92‬‬

                                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬  ‫دينا نبيل‬

‫التمثيل السردي للهوية النسوية‪..‬‬
  ‫في (رهان ملاك من أجل كمثرى)‬

                           ‫تصبح إنسا ًنا كام ًل»‪.‬‬    ‫«رفضت أن تكون مجرد زجاجة عطر‪ ،‬من أجل‬
     ‫في مجموعتها القصصية الصادرة عن سلسلة‬
      ‫كتابات جديدة بالهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬تطمح‬         ‫تزيين أرفف ُمتعه التي لا تنتهي حتى لو كانت‬
    ‫الكاتبة (منة طلعت) إلى فرض الصوت السردي‬          ‫الأغلى عنده‪ ،‬فكان ما ينقصها وما تبحث عنه دائ ًما‬
  ‫النسوي على المستوى التخييلي تعوي ًضا عن واقع‬
     ‫التهميش الذي يحكم على المرأة بالصمت داخل‬          ‫هو مزيد من الثقة والإيمان لضمان حب أبدي»‪.‬‬
       ‫مجتمع أبوي؛ فتركز على مساحة التوتر بين‬            ‫إن الحديث عن الهوية النسوية قد يكون نقطة‬
    ‫الخطاب الذكوري المهيمن على المجتمع ويوتوبيا‬
                                                     ‫خلاف بين بعض المتخصصين وغيرهم من القراء‪،‬‬
                                ‫الهوية النسوية‪.‬‬          ‫شأن كثير من موضوعات النسوية بالتحديد‪،‬‬
 ‫تقدم القصة الحاملة لعنوان المجموعة «رهان ملاك‬           ‫والتي قد ُتقابل بالتشنج في بعض الأحيان من‬
‫من أجل كمثرى» سمات يوتوبيا السرد النسوي أو‬               ‫بعض الكاتبات قبل ال ُّكتّاب وكأ َّنها ُسبَّة؛ وذلك‬
‫الخطاب الحامل للهوية المأمولة‪ .‬فعبر لغة غارقة في‬
 ‫الشاعرية‪ ،‬تعلن الكاتبة عن طبيعة الهوية النسوية‪،‬‬       ‫يرجع إلى أ ّن الجزم بوجود هوية نسوية يفرض‬
 ‫وكأنه لسان حالها يقول عن المرأة‪« :‬السر موجود‬             ‫بالحتمية وجود هوية ذكورية‪ .‬والحقيقة هي‬
                                                         ‫أ َّن الإنسان بوصفه كائنًا اجتماعيًّا ُيمثّل كيا ًنا‬
   ‫فيها‪ ..‬لكن إن حدث وقمت بإهمالها فسرعان ما‬
‫يتغير لونها ومذاقها»‪ ،‬في تشبيه لها بثمرة الكمثرى‬     ‫يتش ّكل من مجموعة هويات ذات مرجعيات وطنية‬
                                                        ‫ومجتمعية وجنسانية ودينية‪ ،‬لا يمكن نبذها أو‬
  ‫على عكس الموروث الشائع عن علاقة المرأة بثمرة‬         ‫التنصل منها بأي حا ٍل من الأحوال تحت أي من‬
    ‫التفاح‪ .‬لربما أرادت الكاتبة تبديل ذلك الموروث‬       ‫المس ّميات‪ .‬بالطبع هناك هوية نسوية؛ وهي تلك‬
                                                       ‫التي تدعم الخطاب النسوي وتدعم تف ّهم ظروف‬
‫الذي يربط المرأة بالخطيئة الأولى من خلال توظيف‬          ‫المرأة وحقوقها وواجباتها وما يش ّكل كيانها في‬
    ‫ثمرة أخرى أكثر صلابة وثبا ًتا؛ تحتفظ بمواطن‬          ‫المجتمع الذي تنتمي إليه مكانيًّا وزمنيًّا‪ .‬ولذلك‬
   ‫جمالها التي إن أُهملت تغيرت هويتها‪ .‬تبدو هذه‬       ‫تقول سيمون دو بوفوار «المرأة لا تولد امرأة بل‬

 ‫القصة أنموذ ًجا أو بالأحرى دستو ًرا يرسم ملامح‬      ‫تصبح امرأة» بحسب الإطار المجتمعي الذي تعيش‬
‫الهوية النسوية المُحبة والمانحة للحياة وللـ»كثير من‬  ‫فيه؛ ولذلك تقول أي ًضا إ ّنه «عندما لا ُيسمح للمرأة‬
                                                      ‫أن تفرض نفسها أو تقوم بعمل إيجابي فإنها لن‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99