Page 93 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 93
نون النسوة 9 1
الراوية فيه هي العارف بكل شيء ،إلى منظور –بعيد -الصور السريالية التي تم بيعها.
نسبيًّا -الراوية فيه لا بد وأن تتقمص دو ًرا آخر، -المرور على الأيديولوجيا ،والمواقف -وصف ثوار
وفي الوقت نفسه هي تقدم المنظور الغريب على
لسان المرأة ،ما أريد قوله هنا ،أن الحياد السردي يناير.
هنا نلمح التدرج الذي يصنعه السرد متواف ًقا مع
في حالة الحديث عن الأنثى غير موجود .لأن انتماء
الذات إلى الذات حتمي في هذه الحالة ،لكن الحياد عنوان النص «متوالية منطقية» ،وتب َّدى ذلك في
يظهر إذا كان الحديث عن الآخر -الرجل -ويأخذ الجمع بين عدد كبير من الرموز السردية أحيا ًنا،
حي ًزا سرد ًّيا ظاه ًرا. والمواقف الحكائية أحيا ًنا ،التشكيل الدائم للدلالة
بإضافتها إلى رمز ،أو موقف ،وهذا بدوره يحول
ومن أشكال الحياد السردي أي ًضا ،الحكاية بضمير حيادية السرد من مجرد رمز إلى رمز منتمي ،ومن
«السهو» أو بضمير الغائب ،لأن هذا يعنى أن مجرد موقف إلى موقف يصلح أن يكون رم ًزا ،وهذا
ملمح بنائي آخر في نصوص «رهان ملاك» وهو
السارد قد تجاوز الحديث عن نفسه ،وتحول إلى
الراوي الكلاسيكي العالم بكل شيء ،والذي أسس التحول في البناء من:
أشكال الرواية في النص العربى ،ولأن هذا الضمير -الحيادية السردية إلى معرفية المنظور.
جاذب في الوصف والحكايات في كل الفنون القولية، -الرمز الذي يمثل منظو ًرا إلى الموقف الذي يمثل
فقد أخذ حي ًزا كبي ًرا أي ًضا في نصوص المجموعة،
حركة.
والنظر إلى نصوص مثل :شباك مشترك ،أشباح -إضافة العلاقات الموضوعية للمواقف والرموز
الطابق العلوي ،حيث يقوم الوصف بأكثر من دور
على حد سواء.
تأويلي: السرد في هذه الحالة يقدم النموذج الحكائي
الأول :تحويل الحكاية برمتها إلى فكرة الترميز. بمفردات سردية ،وليس بمفردات حكائية ،بمعنى
الثاني :الكشف الذي يشبه الاستبطان في التفكير أن عناصر السرد تغلب على عناصر الحكاية ،ومن
قلب المواقف التي تمثل في الكثير من مواضع السرد
الوجودي. تمثليًّا رمز ًّيا في المقام الأول ،ثم تمثي ًل حكائيًّا
أما الاستخدام الفكري للرمز في النص الثاني محاي ًدا في المقام الثاني ،ثم تمثي ًل موضوعيًّا فكر ًّيا
فيعطي صورة لمجمل التفكير السردي عند «منة
طلعت» ،حيث ترميز الموضوع ،وتحويله من فكرة وجماليًّا في المقام الثالث.
اعتيادية إلى فكرة تتجاوز التفكير المنطقي الذي
استطاع أن يكون موضو ًعا في معظم النصوص، شكل آخر من الحياد السردي
بالإضافة إلى تحويل الموضوع إلى رمز ،والرمز
بدوره إلى حافز سردي في كتابة تميل في مجملها اللافت في نصوص «رهان ملاك» أن الراوية تتعمد،
إلى المقابلات الدلالية ،والتي تقوم اللغة فيها بدور أو هي تلقي بفطرة السرد الحكائي على لسانها
محوري .والمسافات الفاصلة الكثيرة بين الجمل
في كل النصوص هي الأخرى تدل على أن التفكير لكونها امرأة حكاية عن الرجل ،وهذا ليس بد ًعا في
السردي يسير بنوع من الحياد الهادئ ،بمعنى أن السرود المعاصرة ،فقط هو غريب ،وكان المتوقع أن
التأويل فيه هو السبيل الوحيد للوصول إلى لب تكون المسافة بين المؤلفة في الرواية وبين المسرود
الدلالة ،وإن كان أحد لا يستطيع أن يصل أب ًدا إلى
عنه منعدمة ،ولا يحدث ذلك إلا في حالة الحكاية
لب الدلالة على لسان المرأة والأنثى ،أما الحكاية عن الرجل
ففيها تحديان ،الأول هو الانتقال من منظور قريب،