Page 236 - Nn
P. 236
العـدد 35 234
نوفمبر ٢٠٢1
خزانة الأغاني تعتبر الأغنية الشعبية الأغنية الجزائرية..
الشعبية العريقة بين أحضان الطبقات الشعبية
للمجتمع الجزائري.. لو ًنا فنيًّا من ألوان الفنون
الشعبية القولية؛ إذ تمثل: مروة لعريبي
ولدت الأغنية الشعبية في تلك المقطوعة الشعرية التي
الجزائر من رحم أحياء ُتعنى بمصاحبة الموسيقى (الجزائر)
وأزقة القصبة بالعاصمة، في أغلب الأحيان ،والتي
حيث عاش هذا النمط توجد في المجتمعات التي
تتناقل آدابها عن طريق
الموسيقي رحلة تجوال بين
القرى الشعبية والمقاهي الرواية الشفاهية من
غير حاجة للتدوين ويتم
والجبال وحكايات الجدات، حفظها دون كتابتها ،حيث
وبين الاستديوهات وما يذكر شوقي عبد الحكيم
يليق بالقصور والديار في «موسوعة الفولكلور
الرحبة. والأساطير العربية» الأغنية
تأسست موسيقى الشعبية على أن «كلماتها
الشعبي في أربعينيات متحركة دو ًما عن طريق
القرن الماضي على يد الأداء الشفوي في مختلف
«الحاج العنقى» في مدينة الطقوس والمناسبات ،مما
الجزائر العاصمة ،فهي يجعلها عرضة لكثير من
سليلة الأغنية الأندلسية التعديلات إما بالزيادة أو
بالنقصان ،عبر انتقالها
الكلاسيكية ،وتعد منعط ًفا بين الأفراد والجماعات
ثور ًّيا عليها على حد تعبير على اختلاف مستوياتهم
وانتماءاتهم الاجتماعية
الباحث المختص «مهدي
براشد» .فقد وضع والثقافية» .كما تشيع
الأغنية الشعبية مع باقي
العنقى سلطان الأغنية الفنون القولية كالأمثال
الشعبية لو ًنا جدي ًدا
الشعبية والحكايات
لنفسه موج ًها للشعب، والأساطير ..وغيرها ،في
وافتتح سنة 1947 انتقالها من شخص إلى آخر
ومن منطقة إلى أخرى ومن
«كونسر فاتوار» لتعليم جيل إلى جيل عن طريق
موسيقاه ،هذا ويعد الشيخ المشافهة ،دون الاعتماد على
التسجيل أو التدوين الذي
العنقى ()1978 -1907 ربما يعطيها ن ًّصا ولحنًا
رم ًزا للأغنية الشعبية، وشك ًل ثابتًا ومحد ًدا ،هذا
حيث يعود له الفضل ما يجعلها تتصف بالمرونة
في تطويرها وتقريبها
من البسطاء وجعلها والحيوية.
تعبي ًرا عن همومهم حتى
التصقت بهم وتعلقوا
بها ،فكان لشيوخها -كما