Page 257 - Nn
P. 257

‫‪255‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأى‬

‫بعقد مقارنات موسعة‪ ،‬ولذلك تم‬            ‫في هذه الدراسة‪ ،‬وكانت آراؤهم‬         ‫محمود الربيعي(‪ )4‬الناقد الأدبي‬
          ‫جمع المحاور كالتالي‪:‬‬          ‫سلبية ج ًّدا حول أداء المؤسسات‬     ‫بتوجهه المحافظ‪ ،‬يشكلون صورة‬
                                                                            ‫‪-‬مصغرة‪ -‬عن صورة ذهنية تم‬
 ‫‪ -1‬الإدارة الجامعية القائمة على‬           ‫الجامعية‪ ،‬واتفقنا على أنه في‬    ‫رسمها من خلال ثلاثة أعلام كان‬
           ‫المركزية (الحوكمة)‪.‬‬              ‫حال إجراء استبيان صادق‬          ‫لهم حضور ملموس في مجالهم‪،‬‬
            ‫‪ -2‬هيئة التدريس‪.‬‬           ‫وجاد وحقيقي عن درجة الرضا‬          ‫وسجل كل منهم شهادته في سيرة‬
                                         ‫الوظيفي في مؤسسات التعليم‬
‫‪ -3‬طبيعة الأداء الإداري والمالي‪.‬‬         ‫العالي الجامعي‪ ،‬ستبدو النتائج‬         ‫ذاتية أثارت ردود فعل‪ ،‬لأنها‬
            ‫‪ -4‬محور الطلاب‪.‬‬                 ‫محبطة‪ ،‬وقد وجدنا بالفعل‬          ‫كشفت «المسكوت عنه»‪ ،‬ويظهر‬
                                       ‫بضعة استبيانات‪ ،‬منها واحد في‬       ‫ذلك من سيرة رؤوف عباس الملحق‬
‫الإدارة الجامعية القائمة‬               ‫مؤسستنا (هي كلية دار العلوم)‪،‬‬       ‫بها ملف القضايا التي لاحقته بعد‬
     ‫على المركزية‬                        ‫وكانت نتائجها مخيبة للآمال‪،‬‬      ‫نشر سيرته‪ .‬وللاستزادة والتوثيق‬
                                       ‫‪ %15‬لدى الهيئة المعاونة‪ ،‬و‪%25‬‬         ‫فقد اعتمدت في تأكيد طرف من‬
 ‫كيف تدار الكلية؟ هذه هي القضية‬       ‫لدى الموظفين العاملين بالمؤسسة‪،‬‬       ‫هذه الشهادات على شهادات (‪)8‬‬
‫الإشكالية الكبرى‪ ،‬وتأتي إشكاليتها‬      ‫و‪ %22‬لدى هيئة التدريس‪ ،‬ومن‬            ‫أساتذة في مؤسسة واحدة (هي‬
‫من وضعها الملتبس‪ ،‬فهي سبب كل‬          ‫المؤسف أن من قام بالإشراف على‬        ‫كلية دار العلوم‪ -‬جامعة القاهرة)‬
‫المشاكل التي تعوق الأداء الجامعي‪،‬‬     ‫الاستبيان أكد تلاعبه كي تتحسن‬        ‫في شهادتهم على إدارة العميد (هو‬
 ‫وفي ذات الوقت هي نتيجة سياسة‬             ‫النتيجة لتصل إلى هذا المعدل‪،‬‬     ‫المرحوم محمود قاسم) الذي كان‬
‫عليا‪ ،‬فكما أنها إفراز لعدم استقلال‬     ‫بناء على رغبة العميد‪ .‬لأنها نتائج‬      ‫يثير الجدل والخلاف والشقاق‬
‫الجامعات‪ ،‬فهي سبب لكل سلبيات‬                                                  ‫بين أبناء مؤسسته حتى صار‬
                                                              ‫بائسة‪.‬‬        ‫مضرب المثل ‪-‬كما ورد في إحدى‬
     ‫المؤسسة الجامعية‪ .‬وقد أشار‬       ‫أشار أصحاب السير الذاتية محل‬           ‫الشهادات‪ -‬في مجلس الجامعة‪.‬‬
   ‫إليها كل أصحاب السير الذاتية‬       ‫الدراسة إلى نقاط كثيرة وتفاصيل‬           ‫وقيمة هذه الشهادات الثمانية‬
    ‫ك ٌّل بطريقته‪ ،‬ولأنها بهذا القدر‬                                       ‫أنها «بيان حالة» صاغه أشخاص‬
   ‫من الضرر‪ /‬الأهمية‪ ،‬فستجدها‬             ‫عديدة تتعلق بأداء المؤسسات‬       ‫«محبون» لهذا العميد الإشكالي(‪.)5‬‬
     ‫مذكورة في السير الذاتية التي‬         ‫لدورها التعليمي‪ ،‬وكانت لهم‬
   ‫تعرضت للأداء الجامعي‪ ،‬خارج‬            ‫ملاحظات‪ ،‬تم جمع هذه النقاط‬             ‫وأعتقد لو أن هذه الشهادات‬
    ‫السير الثلاث نطاق البحث‪ ،‬إن‬         ‫في أربعة محاور كبرى‪ ،‬ستكون‬            ‫كتبها «الفريق المناوئ» لوجدنا‬
 ‫بإيجاز وعدم خوض في تفاصيل‪،‬‬              ‫مدخلنا للحديث عن تصوراتهم‬            ‫فيها وج ًها آخر للحقيقة‪ ،‬بذكر‬
   ‫كما فعل ذلك حسن الشافعي(‪،)6‬‬          ‫الذهنية لمؤسسات التعليم العالي‬       ‫التجاوزات التي أفزعتهم ضده‪.‬‬
                                                                            ‫فبرغم أنها شهادات حافلة ببيان‬
                                                            ‫في مصر‪،‬‬        ‫نقاط اختلاف ووجهات نظر‪ ،‬فمن‬
                                                          ‫ومما يجعل‬          ‫المؤسف أن هذه الأمور ما زالت‬
                                                          ‫لتصوراتهم‬           ‫تسيطر على نفس المؤسسة بعد‬
                                                         ‫قيمة معنوية‬       ‫مضي قرابة النصف قرن من يوم‬
                                                         ‫أنهم درسوا‬
                                                          ‫في جامعات‬                 ‫تركه العمادة إلى اليوم‪.‬‬
                                                                           ‫أود أن أشير في نهاية هذه المقدمة‬
                                                              ‫أجنبية‬
                                                           ‫وعملوا في‬             ‫إلى أني سألت قرابة (‪)120‬‬
                                                           ‫مؤسسات‬             ‫شخ ًصا عاملين في الجامعة من‬
                                                                              ‫معيد إلى أستاذ متفرغ عن كل‬
                                                               ‫عربية‬          ‫النقاط التي تم الوقوف أمامها‬
                                                         ‫وأجنبية مما‬
                                                          ‫يسمح لهم‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262