Page 259 - Nn
P. 259

‫‪257‬‬            ‫ثقافات وفنون‬

               ‫رأى‬

‫محمود الربيعي‬  ‫كمال مغيث‬                            ‫عبد الرحمن بدوي‬    ‫وحده»(‪ ،)12‬وبهذه الصورة يتم فعل‬
                                                                                     ‫كل شيء بالقانون‪.‬‬
 ‫اقترحت هذا النظام ليكون أسا ًسا‬      ‫وهو منصب يتولاه شخص لمدة‬
      ‫في اختيار العمداء والمديرين‬    ‫عام ولا يجوز إعادة انتخابه قبل‬     ‫صنَّف المهتمون بسيرة الجامعات‬
                                                                          ‫العالمية مراحل تطور الجامعات‬
     ‫في الجامعة‪ ،‬لكن قراري قوبل‬         ‫مرور أربع سنوات على توليه‬           ‫فكانت ثلاث‪ :‬مرحلة النشوء‪،‬‬
    ‫بالرفض سواء من كمال الدين‬         ‫للمنصب في المرة السابقة‪ ،‬وهذا‬           ‫ومرحلة النضوج‪ ،‬ومرحلة‬
 ‫حسين (الضابط المشرف من بين‬        ‫نظام ممتاز ‪-‬والكلام لعبد الرحمن‬
   ‫رجال الثورة على قطاع التعليم‪،‬‬   ‫بدوي‪ -‬لأنه يحول دون الاستبداد‪،‬‬      ‫التراجع‪ .‬ولعل الخلاف سيظهر في‬
‫والذي صار بعد ذلك وزي ًرا للتربية‬                                       ‫تحديد بداية مرحلة التراجع‪ ،‬لكن‬
  ‫والتعليم من سنة ‪ 1954‬إلى سنة‬           ‫‪ ،..‬ويكفل تنوع المتولين لهذا‬    ‫الرأي شبه المتفق عليه أن مرحلة‬
  ‫‪ ،1964‬لأنه رأى في هذا الاقتراح‬      ‫المنصب‪ ،‬ولا يثير من الطامعين‬       ‫النشوء انتهت في جامعة القاهرة‬
 ‫إلغاء سلطة وزير المعارف ‪-‬وكان‬        ‫فيه إلا أقل تنافس‪ ،‬وهذا النظام‬      ‫عام ‪ ،1952‬وأن مرحلة التراجع‬
  ‫يعد نفسه لتولي هذا المنصب‪ -‬في‬      ‫نفسه يطبق في كثير من المناصب‬
 ‫تعيينه وفصله المديرين والعمداء)‪،‬‬      ‫الإدارية‪ ،‬ومنها منصب العميد‬          ‫بدأت في العام ‪ .1977‬ويرجع‬
    ‫ثم أساتذة الجامعة المشتركين‬        ‫في كلية‪ ،‬والمدير في جامعة‪ ،‬مما‬   ‫اختيار ‪ 1977‬بالتحديد لأنه تاريخ‬
    ‫في اللجنة‪ ،‬وكانوا يتطلعون إلى‬   ‫قضى على التنافس الخسيس بين‬
     ‫هذين المنصبين‪ ،‬لأن الاقتراح‬   ‫الأساتذة‪ ،‬ذلك التنافس الذي عانت‬         ‫إصدار السادات لقانون تحريم‬
‫سيقلص سلطان العميد والمدير مد ًة‬     ‫منه الجامعات في مصر الكوارث‬          ‫العمل السياسي داخل الجامعة‪،‬‬
 ‫واختصا ًصا‪ ،‬وسيجعلهما دوريين‬       ‫والمهازل والمخازي‪ ،‬وكان من رأيه‬
 ‫عاريين من الوجاهة والسلطة»(‪.)14‬‬   ‫الاحتكام إلى هذا النظام‪ ،‬ولكن انظر‬       ‫وهذا القانون كما يقول كمال‬
    ‫وفي شهادة أساتذة دار العلوم‬    ‫كيف سارت الأمور‪ ،‬يقول‪« :‬وحين‬          ‫مغيث «شر ّع لرجال الأمن إقامة‬
  ‫على عمادة الدكتور محمود قاسم‬      ‫شكل رجال الثورة في مصر سنة‬          ‫نقاط تفتيش على مداخل الجامعة‪،‬‬
 ‫إشارات كتبها أكثر من أستاذ عن‬     ‫‪ 1953‬لجنة لتعديل نظام الجامعات‬        ‫ومكاتب لهم داخل الكليات‪ ،‬ومن‬
                                    ‫في مصر‪ ،‬وكنت أنا أحد أعضائها‪،‬‬      ‫ثم التدخل في قرارات جامعية»(‪.)13‬‬

                                                                              ‫ربما كان السادات صري ًحا‬
                                                                        ‫ومباش ًرا ومن ثم اتخذ الدارسون‬

                                                                          ‫قراره بداية للتراجع‪ ،‬ولكن عهد‬
                                                                           ‫عبد الناصر شهد نفس التدخل‬
                                                                            ‫الأمني في الجامعة‪ ،‬من خلال‬
                                                                         ‫تشكيل لجان الاتحاد الاشتراكي‪،‬‬
                                                                       ‫وفي وثائق التنظيم الطليعي السري‬
                                                                            ‫أسماء جامعية كثيرة ستشهد‬
                                                                         ‫فيما بعد تولي مناصب قيادية في‬
                                                                          ‫الجامعة‪ ،‬وفي نفس الوثائق فإن‬
                                                                           ‫الدور الأكبر لهذه الأسماء هو‬
                                                                          ‫كتابة تقارير أمنية عن زملائهم‬
                                                                         ‫والأداء الجامعي‪ ،‬ومع نظام عبد‬
                                                                        ‫الناصر تم اللجوء إلى نظام تعيين‬
                                                                         ‫القيادات‪ ،‬وفي سيرة عبد الرحمن‬
                                                                       ‫بدوي تأكيد لمشهد يتحدث فيه عن‬
                                                                        ‫المفاضلة بين نظام التعيين ونظام‬
                                                                       ‫استقاه من فترة عمله في سويسرا‪،‬‬
                                                                        ‫من طريقة اختيار المستشار العام‪،‬‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264