Page 154 - m
P. 154
العـدد 55 152
يوليو ٢٠٢3
جمال عمر
هل يمكن أن يكون
للدولة دين؟
جماعات مأجورة .إ ًذا فليكن ،وأن الدولة ستذهب للجامع لتصلي حين ُيذكر في دساتير المسلمين
الهادي والمرشد يكون هو الأزهر أو للكنيسة لتعترف بخطايها؟
المكتوبة ،مبدأ المواطنة( )1ثم
الشريف بألفيته أو كنيستنا هل الدولة ستصوم في نهار يليه مبدأ «أن دين الدولة هو
الغراء بضعف عمر الأزهر ذاته، رمضان ويحل لها الرفث في ليله؟ الإسلام»( )2ثم يليه مبدأ أن
فليكونا هما الهاديان والمرشدان «مباديء الشريعة الإسلامية
فيتخلق ذهن المنادون المدافعون هي المصدر الرئيسي للتشريع»،
لدين الدولة .لكن هل تأمن عن هذا التلفيق ،أن عبارة «دين لكن فيما بعد ُيذكر منع «قيام
السلطة تقلباتهما؟ وهل يجوز الدولة» تعني مرجعيتها العليا. الأحزاب على أسس دينية»(.)3
في عصر القوانين والبرلمانات أن
تكون مرجعية دولتنا المشايخ أن للدولة مرجعية تعود إليها هذا التجاور الجميل بين
والقساواسة؟ بالرغم من أن لتهديها الطريق وترشدها ،وإذا المتباينات والذي يتم التغطية عليه
الدولة هي التي تختار وتعين، كانت الدولة تحتاج إلى إرشاد،
بعبارات إنشائية ،نعيد ترديدها
إلا أنها لا بد أن تحكم الأمر فليكن هناك مرشد عام ،لكن جي ًل بعد جيل .ولا نسأل ،هل
إحكا ًما ،فتكون هناك دائ ًما خطوط المرشد العام في نظر المتسلطين للدولة ككيان اعتباري دين؟ هل
بالسلطة دعاوى تخريب من