Page 155 - m
P. 155
153 تجديد الخطاب
صوفي أبوطالب حفني ناصف الحسيني الحداد موازية يتم اللجوء إليها في حالة
عصيان المشيخة أو البابوية .عن
في إيه؟ هل الأزهر أم جهاز الأمن الحب أنى توجهت ركائبه؟ وإذا
الوطني أم المجلس الملي للكنيسة أرادت الدولة أن تذهب للصلاة؛ طريق دار للإفتاء تتبع مجلس
الوطنية القبطية التي ترى كل هل ستصلي في مسجد به قبر؟ أم الوزراء ووزارة ووزير العدل .بل
هذه الدعوات هرطقات وخرو ًجا لا يجوز؟ هل في صلاتها ستتبع
عن تعاليم المسيحية ،ليس فقط مذهب أبي حنيفة كما كانت الدولة ومن خلال مجلس أعلى للشؤن
الإسلامية يتبع وزارة الأوقاف
البروتستانت بل والكاثوليك أي ًضا العثمانية ،أم مذهب مالك كما التي تتحكم في كل منابر مصر
في نظر كنيستنا الوطنية مبتدعة. يفعل أهل صعيدنا ،أم ستتبع
فمن يعرف من هو المسيحي وما مذهب الشافعي كأهل بحري، تقريبًا .بل داخل الأزهر ذاته
هي المسيحية ،أو من هو اليهودي أم ستتبع مذهب ابن حنبل الذي مجمع بحوث إسلامية .وأعادنا
يعده البعض ليس مذهبًا أص ًل؟ هيئة كبار العلماء عام 2011بعد
وما هي اليهودية؟ سلسلة لا ودولتنا (الحديثة) التي دينها نصف قرن من إلغائها لإنشاء
تنتهي لبير دين الدولة وإسلامها. الإسلام ،ما هو موقفها ممن لا مجمع البحوث الإسلامية بدي ًل
فهل لو كان النص وصفيًّا يصف يدينون بالإسلام أص ًل؟ يقول عنها عام .1961دون أي إحساس
المدافعون عن دين الدولة ،إنها بالتناقض أن كليهما موجودان
الحال بأن يقول «دين غالبية ستعترف بالأديان السماوية التي على الساحة .ودائ ًما تكون هناك
المصريين هو الإسلام» هل يكون اعترف بها الإسلام .ويتصورون شوكة في ظهر الكنيسة من خلال
أنهم بذلك قد حلوا الإشكال. التلويح بجماعات وكنائس تحاول
هذا حل للتلفيق؟ وقت النبي محمد لم تكن الكنائس الاستقلال عن الكنيسة الرئيسية،
وحين تذكر الدساتير في معظم البروتستانتية قد ظهرت ،فهل هي ويكون خضوع الكنيسة لرغبات
البلاد ذات الغالبية من المسلمين، دين سماوي؟ ومن يحدد إذا ما الأمن هي السبيل لتدخل الدولة
أن «مباديء الشريعة الإسلامية كانت دينًا سماو ًّيا؟ الدولة؟ ممثلة لمنع قيام وممارسة هذه الدعوات
هي المصدر الرئيسي للتشريع» وطقوسها ،أو عدم الاعتراف بها
فعلى المستوى النظري يتفق رسميًّا.
الجميع أن هناك فار ًقا بين فلم يقل النص ،كن ٍّص وصف ٍّي ،إن
دين غالبية المصريين الإسلام،
بل قال إن دين الدولة .فإذا
كان للدولة دين تؤمن به ،فماذا
ستفعل مع من يؤمن بدين يختلف
عن دينها؟ وأي إسلام الذي
تؤمن به الدولة؟ ما هو مذهبها في
العقيدة؟ أهي ستتد َّين على المذهب
الشيعي الجعفري أو الشيعي
الزيدي أو الشيعي الإسماعيلي..
إلخ؟ هل ستتعبَّد لله على مذهب
الماتريدية أم مذهب الأشاعرة أم
مذهب المعتزلة ،أم بالمفاهيم التي
صاغها ابن تيمية عقيد ًّيا للحنبلية
للخروج من التمذهب العقيدي
والفقهي؟ أم ستدين الدولة بدين