Page 38 - m
P. 38
العـدد 55 36
يوليو ٢٠٢3
متمرد من الجن ،والأنس ،والدواب ،هو شيطان، مهد ًدا في وجوده؟
وكل متمرد من الشياطين عفريت ،أما عن طبيعة صيحات العلماء تعلن أننا سنفنيه بأنفسنا! فلم يعد
الجن فيقول البيضاوي :هي أجسام عاقلة خفية، لنا ملاذ إلا في الأسطرة والغرائبية والعجائبية ،أو
تغلب عليها النارية أو الهوائية ،ولها القدرة على
أن الرواية تنتقد هذا الفكر القائم على الاستسلام
التشكل. لأسطرة الواقع ،والخنوع بأن قدرات الإنسان
اتفق العلماء على أن معظم الجن يوجد في مواضع
المعاصي والنجاسات ،قال (ص) «إن هذه الحشوش قاصرة وضعيفة أمام تلك القوى الجبارة ،وما على
محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل :اللهم إني الإنسان إ َّل أن يتقي شرها ،أو يحاول مصادقتها،
ريثما يتحين فرصة إخضاعها لصالحه ،والمدهش
أعوذ بك من الخبث والخبائث» رواه داوود.
ومن المنقول عن علماء الدين أن أجسام الجن أن النص الديني يبلغنا أن الأنبياء أخضعوا تلك
رقيقة ،فيدخلون في جوف الإنسان ،من خروقه العوالم بإذن الله ،قال تعالي في سورة «سبأ»« :ومن
الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم
(عارف الشيخ ،جريدة الخليج).
الشيطان من النار والإنسان من الطين ،إذن ثمة عن أمرنا نذقه من عذاب السعير» (.)12
مادتان مختلفتان ،يقال إن الإنسان حينما عرف وفي سورة «النمل» يقول سليمان عليه السلام:
النار عرف عه ًدا جدي ًدا في مسيرته ،بل يرى البعض «قال يأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني
أن الحضارة الإنسانية بدأت باكتشاف الإنسان مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن
للنار ،لا أصدق الأرقام التى يطلقها البعض ،ومنها تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذى
أن الإنسان عرف إشعال النار قبل 790ألف سنة عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك
(وارد بدر السالم ،البيان ،عدد نوفمبر،)2009 ، طرفك فلما رآه مستق ًّرا عنده قال هذا من فضل
وأنها ساعدته على التنقل ،وترك مكانه لمكان آخر ربي ليبلوني أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر
بحثًا عن الأمن والأمان والطعام ،فالإنسان -قبل لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم» آيتا (،39
طهو الطعام بالنار -مختلف تما ًما عن الإنسان
الذى يلتقط الثمار ،أو يصطاد الحيوانات ،ويأكل و.)40
لحومها ،بدون طهو ،فلا غرابة إذا قدس الإنسان الجن هنا مؤمن ومسخر للخدمة.
النار ،وكانت آلهته كما في الديانات القديمة الجن والشيطان
جاء عند ابن منظور أن الجن سمى بذلك،
لاشتهارهم واختفائهم عن الأبصار ،فكل شىء
ستر عنك فقد
جن عنك.
قد يخلط
البعض بين
الجن والشيطان
والعفريت ،الجن
وعرفناه أما
الشيطان فيقول
الأزهر« :هو
العصي ،الأبي،
الممتليء ش ًّرا
ومك ًرا ،،وكل