Page 125 - m
P. 125
123 تجديد الخطاب
إطلاقهم كلمة (الغفارة) على النحو الذي عرفت عليه عندهم. يجيدونها في أسلوب منمق .بل
ال ُبرنس أو نوع من الطيلسانات، فيما يختص بالإدارة وشؤون هم ينظمون من الشعر العربي
وتخصيصهم كلمة (الأرجوان) الحكم إطلاقهم كلمة (الوزير) على ما يفوق شعر العرب أنفسهم
بالصوف الأحمر ،وكلمة (الخمار) كل من يجالس الخليفة أو الملك،
ويعتبر من خاصته وإن لم يشغل فنًّا وجما ًل .وهكذا زحزحت
بشقاق الحرير التي تغطى بها هذا المنصب الرسمي المعروف. العربية اللاتينية عن عرشها في
المرأة رأسها .ومعروف أن وإطلاقهم كلمة (الحاجب) أو شبه الجزيرة كما زحزح الإسلام
(ذوي الوزارتين) على من يكون المسيحية أي ًضا .وبهذا صارت
الأرجوان في حقيقته للأحمر من في هذا المنصب الوزاري الرسمي
الصوف وغيره ،وإن الخمار لكل خاصة .ومما يتصل بالإدارة العربية اللغة الرسمية للبلاد،
وشؤون الحكم كذلك إطلاقهم كما صار الإسلام دينها الرسمي
ما خمرت به المراة رأسها من
الثياب ،وهناك كثير ج ًّدا غير هذه كلمة (خطة) على ما يعرف كذلك.
الألفاظ مما استعمله الأندلسيون بالإدارة؛ فهم يقولون (خطة وقد صارت فصحى الأندلس
الشرطة) و(خطة القضاء) و(خطة
لمسميات حضارية ،كإطلاقهم السوق) و(خطة الاحتساب) بمرور الزمن وبحكم البيئة
(الجفافة) على ما يجفف به من بمعنى الإدارات المسؤولة عن تلك الجديدة وبسبب احتكاك
قطع القماش قطني أو صوفي، الشؤون .ومما يتصل بذلك أي ًضا
و(الببطير) على ما يوضع حول إطلاقهم كلمة (المسدد) على حاكم عناصرها المختلفة ،ذات خصائص
البلدة الصغيرة ،وكلمة (الدراب) محلية تميزها بعض التميز عن
عنق الصبي من قطعة قماش
تصون ثيابه من اللعاب ،و(الدادة) على حارس الدرب. فصحى الأقاليم العربية الأخرى.
ومما يتعلق بالزراعة والري وقد كان من هذه الخصائص ما
على المربية. إطلاقهم كلمة (المجشر) على يتصل بالناحية الصوتية ،كما كان
وكما كان الإسلام لا يعيش الضيعة وقد أخذوا الكلمة من منها ما يتصل باستعمال الألفاظ،
وحده في قلب شبه الجزيرة (الجشر) وهم القوم الذين
الأندلسية ،كانت اللغة العربية يخرجون إلى المرعى بدوابهم فما يتصل بالناحية الصوتية،
كذلك لا تحيا وحدها على لسان ويبيتون مكانهم .ومما يتعلق بهذا نطق الأندلس للقاف قريبة من
تلك البلاد .فلقد ثبت أن الفصحى أي ًضا إطلاقهم كلمة (الوادي) على الكاف ،وغلبة الإمالة عليهم .ومما
-وإن كانت اللغة العلمية والأدبية النهر خاصة ،والكلمة في الأصل يتعلق باستعمال الألفاظ اشتقاقهم
والرسمية -قد عاشت إلى جانبها لكل منخفض من الأرض بين لكثير من الكلمات واقتراضهم
اللغة العامية كوسيلة للحديث جبال أو تلال ،ومن هذا القبيل لأخرى ثم تخصيصهم لأسماء
العادي .وهذا أمر طبيعي تؤيده كذلك تخصيصهم كلمة (باكور) هي في الأصل لمسميات عامة،
الظواهر اللغوية في كل لغة وفي بما بكر من التين ،وإنما الكلمة وتعميمهم لأخرى هي في حقيقتها
كل قطر تقريبًا ،حتى لا نحتاج لمدلولات خاصة .وربما كان هذا
معه إلى أدلة خاصة تؤيد حياة لكل ما بكر من الثمار. الجانب المتصل باستعمال الألفاظ
هذه العامية الأندلسية إلى جانب ومما يرتبط بالبناء ووسائل هو أبرز الجوانب التي تميز عربية
الفصحى ،ومع هذا هناك أدلة العمران إطلاقهم كلمة (البلاط) الأندلس بعض التمييز ،فقد كانت
عديدة تؤكد أن الأندلسيين كانت لهم ألفاظ خاصة كثيرة ،منها ما
لهم عامية عربية يستخدمونها في على البيت المحسن ،وكلمة يختص بالإدارة وشؤون الحكم
حياتهم اليومية .ويتكلمون بها في (الاسطوان) على الدهليز ،وكلمة ومنها ما يتعلق بالزراعة وري
حديثهم البعيد عن العلم والأدب (الثرية) على مجموعة المصابيح. الأرض ،ومنها ما يرتبط بالبناء
والرسميات .ومن تلك الأدلة ومما يتصل بالزي وأدوات الزينة ووسائل العمران ،ومنها ما يتصل
ما يتصل بالقرون الأولى لحياة بالري وأدوات الزينة ..وكلها
المسلمين في الأندلس ،ومنها ما ألفاظ خاصة بالأندلسيين تقريبًا،
لا يكاد يستعملها غيرهم على