Page 124 - m
P. 124
العـدد 56 122
أغسطس ٢٠٢3
رنا فخري جاسم
(العراق)
اللغات والديانات..
في قلب شبه الجزيرة
الأندلسية
والرسل؟ ياللحسرة! إن الموهوبين مبكر بين المسحيين أنفسهم من -1اللغات في الأندلس
من شبان النصارى لا يعرفون تلك الشكوى التي أطلقها أحد
اليوم إلا لغة العرب وآدابها قساوستهم واسمه (ألفرو) كما انتشر الإسلام بصورة
ويؤمنون بها ويقبلون عليها في القرطبي Alvaro cordobes فائقة في شبه الجزيرة ،انتشرت
نهم وهم ينفقون اموا ًل طائلة
في جميع كتبها ،ويفخرون في حيث يقول :إن إخواني في الدين اللغة العربية كذلك على نطاق
كل مكان بأن هذه الآداب حقيقة يجدون لذة كبرى في قراءة شعر أوسع بين سكان هذه البلاد .وقد
جديرة بالإعجاب .فإذا حدثتهم
عن الكتب النصرانية أجابوك العرب وحكاياتهم ،ويقبلون كان لهؤلاء العرب الوافدين على
في ازدراء بأنها غير جديرة بأن على دراسة مذاهب أهل الدين الأندلس في شكل موجات كبيرة
يصرفوا إليها انتباههم .ياللألم! والفلسفة المسلمين ،لا ليردوا أثر كبير في نشر اللغة العربية في
لقد أنسى النصارى حتى لغتهم عليها وينقضوها ،وإنما لكي شبه الجزيرة .ولا شك أنه يضاف
فلا تكاد تجد في الألف منهم يكتسبوا من ذلك أسلو ًبا عربيًّا إلى ذلك إقبال أهل شبه الجزيرة
واح ًدا يستطيع أن يكتب إلى جمي ًل صحي ًحا .وأين تجد الآن أنفسهم على اللغة العربية ،لا فرق
صاحبه كتا ًبا سلي ًما من الخطأ. واح ًدا من غير رجال الدين يقرأ في ذلك بين مسلم وغير مسلم،
فأما عن الكتابة في لغة العرب، الشروح اللاتينية التي كتبت على نظ ًرا لكونها لغة الحضارة الغالبة
فإنك واجد منهم عد ًدا عظي ًما الأناجيل المقدسة؟ ومن سوى والعلم المتفوق ولسان الممتازين
رجال الدين يعكف على دراسة ذوي السلطة ،ولا أدل على مدى
كتابات الحواريين وآثار الأنبياء
انتشار اللغة العربية في وقت