Page 157 - m
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

    ‫أخرى‪« :‬يالها من أمسية‪.‬‬             ‫ميري‪-‬جوان جرسون‬         ‫يستطيعون أكله ويلقون بقايا‬
   ‫كم أود أن أحيا من جديد‬                                       ‫الطعام فوق أكوام ال ُنفايات‪.‬‬
  ‫هذه الليلة دق الطبول الذي‬        ‫وفي كل شارع‪ .‬وكان أوبا‬        ‫اكتئبت السماء وقالت‪« :‬أنا‬
                                   ‫يعلم أن الناس قد ينسون‬           ‫مرهقة من رؤية نفسي‬
      ‫سمعته والأثرياء الذين‬        ‫مع الرقص والمرح تحذير‬            ‫ُم ْف َسدة و ُم ْت َلفة فوق كل‬
‫رأيتهم والطعام الذي أكلته!»‪.‬‬      ‫السماء‪ .‬لذا‪ ،‬تأكد من أن لا‬    ‫صندوق قمامة في الأرض»‪.‬‬
                                  ‫أحد قد أخذ قط من السماء‬           ‫لذا في صباح يوم وعند‬
   ‫نظرت إلى السماء‪ ،‬آملة أن‬                                         ‫شروق الشمس‪ ،‬أظلمت‬
‫تذوق ثانية ملفوف الكرابيب‬                   ‫أكثر من حاجته‪.‬‬           ‫السماء ج ًّدا‪ .‬وتجمعت‬
 ‫ويخنة اللحم اللذين أهدتهما‬      ‫والآن كانت هناك في مملكته‬     ‫السحب السوداء الكثيفة فوق‬
 ‫السماء‪ ،‬فأخذت قطعة كبيرة‬       ‫امرأة ‪-‬أديس‪ -‬لا تشبع أب ًدا‪.‬‬       ‫قصر أوبا ودوى صو ٌت‬
 ‫منها لتأكلها‪ .‬كانت قد أكلت‬     ‫كانت بالكاد تستطيع الحركة‬                   ‫عظي ٌم من أعلى‪:‬‬
                                                                   ‫«أوبا! الرجل العظيم! إن‬
   ‫فقط ثلث القطعة عندما لم‬          ‫عندما تضع كل القلادات‬       ‫شعبك قد أهدر هداياي‪ .‬لقد‬
     ‫تتمكن من ابتلاع المزيد‪.‬‬       ‫المرجانية الثقيلة التي كان‬   ‫سئم ُت من رؤية نفسي على‬
   ‫شكت أديس‪« :‬ماذا فعلت؟‬                                        ‫أكوام ال ُنفايات في كل مكان‪.‬‬
      ‫لا يمكنني طرح ذلك!»‪،‬‬           ‫زوجها قد اشتراها لها‪،‬‬       ‫أنا أُح ِذ ُرك‪ .‬لا تهدر هداياي‬
‫وصرخت منادية على زوجها‪:‬‬           ‫لكنها كانت ما زالت تنحت‬       ‫بعد الآن‪ ،‬وإلا لن تكون هذه‬
    ‫«أوتولو! تعال وأكمل لي‬         ‫المزيد من القلائد‪ .‬كان لها‬      ‫الهدايا ملككم بعد الآن»‪.‬‬
   ‫قطعة السماء هذه»‪ .‬تمكن‬        ‫أحد عشر ابنًا‪ ،‬ولكنها كانت‬        ‫أرسل أوبا رسله في ذعر‬
  ‫زوجها ‪-‬المنهك من الرقص‬        ‫تشعر بمنزلها خاو ًيا‪ .‬والأهم‬      ‫حاملين تحذير السماء إلى‬
 ‫طوال الليل والمتخم بالسماء‬         ‫من ذلك كله‪ ،‬كانت أديس‬       ‫كل ركن في الأرض‪ .‬وفي كل‬
  ‫التي كان قد أكلها في قصر‬                                        ‫قرية‪ ،‬كان الرسل يحكون‬
  ‫أوبا‪ -‬من أكل لقمتين فقط‪.‬‬                      ‫تحب الأكل‪.‬‬        ‫للناس عن تعاسة السماء‪.‬‬
                                  ‫وفي آخر ليلة من الاحتفال‪،‬‬          ‫وتم تحذير الأطفال ألا‬
       ‫صرخت أديس‪« :‬أيقظ‬         ‫كانت أديس وزوجها مدع َوين‬      ‫يأخذوا أب ًدا قطعة من السماء‬
     ‫الأبناء!»‪ .‬كان الأبناء قد‬   ‫إلى قصر أوبا‪ .‬وهناك رقصا‬          ‫إلا إذا كانوا ح ًّقا جوعى‪.‬‬
     ‫قضوا كل الليل في حفل‬                                         ‫كان الناس حريصين ج ًّدا‬
   ‫تنكري وحفل بعد العشاء‪.‬‬            ‫ورقصا وأكلا جي ًدا بعد‬       ‫على هذا لفترة من الوقت‪..‬‬
                                             ‫منتصف الليل‪.‬‬       ‫ثم كان الوقت لتنظيم أعظم‬
       ‫وكان أغلبهم ما زالوا‬                                         ‫مهرجان في السنة‪ .‬كان‬
  ‫متخمين ج ًّدا وغير قادرين‬       ‫فكرت أديس بعد ذلك وهي‬          ‫المهرجان الذي يحتفل بقوة‬
    ‫على قضم أدنى قطعة من‬              ‫واقفة في حديقتها مرة‬                           ‫أوبا‪.‬‬
                                                                   ‫كان أهم راقصي القصر‬
      ‫السماء تعرضها أمهم‪.‬‬                                       ‫يرقصون طوال الليل وكان‬
  ‫تم النداء على الجيران وعلى‬                                    ‫أوبا نفسه‪ ،‬في ثياب َشرفية‪،‬‬
  ‫جيران الجيران‪ ،‬لكن أديس‬                                                ‫يرقص مع رعيته‪.‬‬
‫كانت ما زالت تحمل في يدها‬                                          ‫وفي اليوم الخامس‪ ،‬كان‬
                                                                ‫الناس يبتهجون في كل بيت‬
    ‫قطعة غليظة من السماء‪.‬‬
 ‫فقالت في النهاية‪« :‬فيما يهم‬

     ‫ذلك؟ قطعة إضافية من‬
‫السماء فوق كومة ال ُنفايات»‪.‬‬
 ‫وتما ًما‪ ،‬لتتأكد أن هذا الأمر‬

   ‫لا يهم‪ ،‬دفنت بقايا الطعام‬
   ‫في صندوق النفايات خلف‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162