Page 17 - m
P. 17

‫‪15‬‬  ‫افتتاحية‬

      ‫الحمار أبيض فقال له الجارود‪ :‬هو البراق‬           ‫المنتهى” (النجم‪ ،)14 ،13 :‬فيقول ابن كثير‬
        ‫يا أبا حمزة؟ قال أنس‪ :‬نعم يضع خط َو ُه‬            ‫في تفسير الآيتين‪“ :‬هذه هي المرة الثانية‬
                                                          ‫التي رأى رسول الله (ص) فيها جبريل‬
     ‫عند أقصى طر ِف ِه‪ ،‬فحملت عليه‪ ،‬فانطلق بي‬            ‫على صورته التي خلقه الله عليها‪ ،‬وكانت‬
     ‫جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح‪”..‬‬
      ‫إلخ‪ ،‬ولم ُي ْع َرف أنه أملاه قرآنا في الإسراء‪،‬‬    ‫ليلة الإسراء”‪ .‬وفي صحيح البخاري كتاب‬
                                                         ‫مناقب الأنصار باب المعراج (حديث رقم‪:‬‬
         ‫هذا‪ ،‬دون أن نشير إلى الخلاف بين من‬             ‫‪ :)3887‬عن‌مالك بن صعصعة رضي الله‬
     ‫يقولون إن الإسراء حدث بالروح فقط‪ ،‬ومن‬               ‫عنهما‪ :‬أن نبي الله (ص) حدثهم عن ليلة‬
                                                      ‫أسري به‪ :‬بينما أنا في الحطيم‪ ،‬وربما قال في‬
                      ‫يقولون بالروح والجسد‪.‬‬           ‫الحجر‪ ،‬مضطج ًعا‪ ،‬إذ أتاني آت فقد‪ )...( ،‬ثم‬
           ‫فإن لم يكن النبي التقى (جبريل) على‬           ‫حشي ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق‬
       ‫صورته إلا مرتين‪ ،‬ولم يأخذ فيهما سوى‬
    ‫الآيات الخمس الأولى من‬                              ‫سورة الكهف في نسخة من أقدم نسخ القرآن‬
     ‫القلم (حسب الرواية‬
         ‫الأكثر شيو ًعا)‪..‬‬
     ‫فكيف أخذ بقية آيات‬
    ‫القرآن الـ‪ 6236‬بدون‬

              ‫البسملات؟‬
     ‫‪ -1‬ثمة مصادر تقول‬
    ‫إن (الرؤى الصادقة)‬
     ‫التي كان يراها النبي‬

        ‫صورة من صور‬
     ‫الوحي‪ ،‬كما في رواية‬

        ‫ابن هشام السابق‬
        ‫ذكرها من أن أول‬
    ‫الوحي كان رؤية‪ ،‬لكن‬
     ‫حديث السيدة عائشة‬
      ‫‪-‬المشار إليه‪ -‬يقول‬
     ‫إن الرؤى (مقدمات)‬

          ‫للوحي‪ ،‬وليست‬
             ‫الوحي ذاته‪.‬‬

    ‫‪ -2‬صلصلة الجرس‪:‬‬
          ‫“عن عائشة أن‬

        ‫الحارث بن هشام‬
    ‫سأل رسول الله فقال‪:‬‬

      ‫يا رسول الله‪ ،‬كيف‬
      ‫يأتيك الوحي؟ فقال‬
       ‫رسول الله‪ :‬أحيا ًنا‬
      ‫يأتيني مثل صلصلة‬
      ‫الجرس‪ ،‬وهو أش ُّد ُه‬
    ‫عليَّ‪ ،‬فيفصم عني وقد‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22