Page 18 - m
P. 18

‫العـدد ‪56‬‬                                                                                                                 ‫‪16‬‬

                                                             ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

‫إحدى نسخ العهد الجديد باللغة العربية ترقى للعام ‪ 1590‬ومزودة‬      ‫وعيت عنه ما قال‪ ،‬وأحيا ًنا يتمثل لي الملك‬
                      ‫بالرسوم والأيقونات‬                      ‫رج ًل فيكلمني فأعي ما يقول‪ .‬قالت عائشة‪:‬‬
                                                             ‫ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد‬
         ‫مباشرة تستند إلى حديث «أخرجه الترمذي‬
        ‫في «سننه» (‪ )3235‬من طريق معاذ بن جبل‬                       ‫البرد‪ ،‬فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد‬
                                                                                             ‫عرقا”(‪.)10‬‬
          ‫قال‪ :‬احتبس عنا رسول الله (‪ )...‬فقال‪ :‬أما‬
         ‫إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة‪ :‬أني‬                 ‫وذكر السيوطي في “الإتقان” كيفية الوحي‬
          ‫قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي‬                       ‫بقوله‪“ :‬وذكر العلماء للوحي كيفيات‪:‬‬
        ‫فنعست في صلاتي فاستثقلت‪ ،‬فإذا أنا بربي‬                     ‫إحداها‪ :‬أن يأتيه الملك في مثل صلصلة‬

           ‫تبارك وتعالى في أحسن صورة ‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬                 ‫الجرس‪ ،‬كما في الصحيح وفي مسند أحمد‬
        ‫محمد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك رب‪ ،‬قال‪ :‬فيم يختصم الملأ‬               ‫عن عبد الله بن عمر‪ ،‬سألت النبي صلى الله‬
                                                             ‫عليه وسلم‪ :‬هل تحس بالوحي فقال‪“ :‬أسمع‬
         ‫الأعلى؟ قلت‪ :‬لا أدري رب‪ ،‬قالها ثلا ًثا‪ ،‬قال‪:‬‬           ‫صلاصل ثم أسكت عند ذلك‪ ،‬فما من مرة‬
           ‫فرأيته وضع كفه بين كتف َّي حتى وجدت‬                 ‫يوحى إل َّي إلا ظننت أن نفسي ُتقبض”‪ .‬قال‬
           ‫برد أنامله بين ثديي‪ ،‬فتجلى لي كل شيء‬                ‫الخطابي‪ :‬والمراد أنه صوت متدارك يسمعه‬
                                                              ‫ولا يبين له أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد‪.‬‬
       ‫وعرفت‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك رب‪ ،‬قال‪:‬‬                ‫الثانية‪ :‬أن ُي ْن َف َث في رو ِع ِه الكلا ُم نفثًا‪ ،‬كما‬
         ‫فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت‪ :‬في الك َّفارات‪،‬‬          ‫قال صلى الله عليه وسلم‪“ :‬إن روح القدس‬

                                                                 ‫نفث في روعي” أخرجه الحاكم‪ ،‬وهذا قد‬
                                                               ‫يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها‪ ،‬بأن‬
                                                                ‫يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه‪.‬‬
                                                               ‫الثالثة‪ :‬أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه‪،‬‬

                                                                 ‫كما في الصحيح “وأحيانا يتمثل لي الملك‬
                                                                         ‫رج ًل فيكلمني فأعي ما يقول”‪.‬‬

                                                                ‫الرابعة‪ :‬أن يأتيه الملك في النوم‪ ،‬وع َّد من‬
                                                                                 ‫هذا قوم سورة الكوثر‪.‬‬

                                                                ‫(قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن‬
                                                                 ‫‪-‬أي ًضا‪ :-‬وأما النومي فمن أمثلته سورة‬
                                                                ‫الكوثر‪ ،‬لما روى مسلم عن أنس قال‪ :‬بينما‬
                                                             ‫رسول الله (ص) بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة‬
                                                                 ‫ثم رفع رأسه متبس ًما فقلنا‪ :‬ما أضحكك‬
                                                                 ‫يا سول الله؟ فقال‪ :‬أُنزل علي آن ًفا سورة‪،‬‬
                                                             ‫افْلقَكرْوأ َ‪:‬ث َرب‪َ ،‬سفم َاصل ِّللهلِا َرل ِّبر َكح َموانْن اَحل ْرر إِح َّينم‪َ :‬شا“إِنِ ََّئنا َك َأ ْعُه ََطو ْي َنا َك‬

                                                                                ‫ا ْ َل ْب َت ُر” ]الكوثر‪.)[3-1 :‬‬
                                                             ‫الخامسة‪ :‬أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في‬
                                                             ‫ليلة الإسراء أو في النوم‪ ،‬كما في حديث معاذ‬
                                                              ‫“أتاني ربي فقال‪ :‬فيم يختصم الملأ الأعلى”‬

                                                                                          ‫الحديث”(‪.)11‬‬
                                                                  ‫والطريقة الخامسة التي يكلمه الله فيها‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23