Page 185 - m
P. 185

‫‪183‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫وتفضيل النبي له عن بقية‬        ‫عن السيرة الحلبية المُصنفة‬           ‫أما لو كانت لأحد من‬
 ‫صحابته‪ ،‬ونجد أن كثي ًرا من‬           ‫في العصر الحادي عشر‬           ‫المنتفعين بالأمويين فنجد‬
                                                                  ‫في الرواية ما يعلو من قيمة‬
   ‫المرويات ذكرت لتؤيد هذه‬         ‫الهجري التي استفادت من‬
‫الفكرة‪ ،‬وهي معجزات خاصة‬              ‫كل التراكمات في أدبيات‬           ‫معاوية ومدح النبي له‪.‬‬
‫بسيدنا علي كرد الشمس بعد‬                ‫السيرة لترقى بعملية‬        ‫وبالنسبة للخلافة الراشدة‬

   ‫غروبها أو أن يقوم سيدنا‬         ‫الأسطورة إلى مستوى غير‬            ‫نجد أنه بسبب توجه بن‬
 ‫علي بالمعجزة نيابة عن النبي‬         ‫مسبوق لتحيط بهالتها لا‬       ‫كثير السني يذكر الروايات‬
  ‫بعد أن يأخذ أمره‪ ،‬فتتحقق‬
 ‫المعجزة على يد علي نيابة عن‬       ‫النبي قبل وبعد بعثته فقط‪،‬‬        ‫التي تتحدث عن أبي بكر‬
                                   ‫بل قبيلته ومرضعته وجده‬        ‫وعمر وعثمان ولا يذكر عليًّا‬
                     ‫النبي‪.‬‬       ‫وأمه وروايات عن المعجزات‬
 ‫وهنا نجد أي ًضا أن المرويات‬      ‫التي حدثت أثناء ولادته من‬        ‫بالرغم من وجود مرويات‬
                                                                ‫تذكر سيدنا علي‪ ،‬لكن اتجاهه‬
   ‫السنية ترتكز على الخلافة‬          ‫تكلمه بعد مولده وحديثه‬
     ‫الراشدة لأبي بكر وعمر‬          ‫لأمه وهو في رحمها ومن‬             ‫الفكري هو الذي حكمه‬
    ‫وعثمان‪ ،‬ثم تؤول للدولة‬          ‫أنه ُولد مختو ًنا‪ ،‬وأن أحد‬       ‫في إتيانه بالمرويات التي‬
                                  ‫ثديي مرضعته لم يكن يأتي‬       ‫تناسب توجهه‪ .‬وهنا نجد أن‬
  ‫الأموية ثم بني عباس‪ ،‬ولا‬       ‫بالحليب ولكن لما وضعته في‬      ‫النبوءات عند بن كثير تتجاوز‬
   ‫نجد هنا ذك ًرا لسيدنا عليٍّ‪،‬‬     ‫فم النبي نزل منه الحليب‪،‬‬      ‫عصر الصحابة إلى التابعين‬
‫نجد أن المرويات الشيعية على‬      ‫والكثير من الأشياء المشابهة‪.‬‬      ‫وتابعي التابعين‪ ،‬فلا تتنبأ‬
 ‫العكس تركز على خلافة علي‬          ‫وذكر أي ًضا الحلبي معجزة‬      ‫بقيام الدولة الأموية فقط بل‬
  ‫ووراثة ذريته له من فاطمة‬       ‫شق القمر وخروج الطاووس‬
   ‫إلى أن تصل للإمام الثاني‬      ‫من الشجرة كمعجزات للنبي‬                  ‫بمجيء آل عباس‪.‬‬
                                  ‫بنا ًء على طلب المشركين إليه‬     ‫ثم انتقل الكاتب إلى الكلام‬
         ‫عشر محمد المهدي‪.‬‬
  ‫الفصلان الثالث والرابع في‬             ‫لأن يثبت صدقه لهم‪.‬‬
‫الكتاب يتحدثان عن المعجزات‬       ‫ثم انتقل للكلام عن المعجزات‬
                                  ‫عند الخصيبي‪ ،‬وهو يلاحظ‬
    ‫الإمامية‪ ،‬وفي هذا الفصل‬
      ‫يذكر الكثير الكثير من‬           ‫غياب المعجزات عن علي‬
                                    ‫بن أبي طالب في الأدبيات‬
 ‫المعجزات والكرامات المتعلقة‬      ‫السنية‪ ،‬ولكنه يجدها بكثرة‬
‫بالإمام علي وورثته من الأئمة‬      ‫عند الأدبيات الشيعية‪ ،‬ولكن‬
                                    ‫نجد العقلانية في الأدبيات‬
     ‫الأثني عشر‪ ،‬ومعجزات‬             ‫السنية عنها من الأدبيات‬
      ‫متعلقة بالسيدة فاطمة‪،‬‬      ‫الشيعية وذلك يعود لاستئثار‬
   ‫الذين ورثوا العلم والقدرة‬       ‫الغالبية السنية بالحكم عن‬
‫والحكمة والعصمة عن جدهم‬            ‫الفئة الشيعية‪ ،‬وبسبب ذلك‬
 ‫النبي سيدنا محمد‪ ،‬والحجج‬        ‫لجأت الفئة الشيعية للمغالاة‬
  ‫البالغة لله في أرضه ليقيموا‬     ‫في عالم الخيال لأنها لا تجد‬
 ‫حجتهم على الناس ويدعوهم‬
‫للهداية كما فعل جدهم وبقية‬                    ‫ذلك في الواقع‪.‬‬
 ‫الأنبياء‪ ،‬ونجد ذلك في كتاب‬        ‫ونجد فيها التعظيم الشديد‬
     ‫محمد بن جرير الطبري‬
      ‫الشيعي وليس الطبري‬             ‫لسيدنا علي بن أبي طالب‬

                    ‫السني‪.‬‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190