Page 36 - m
P. 36
العـدد 56 34
أغسطس ٢٠٢3
د.شهير أحمد دكروري
أمل دنقل وحوارية الموت..
الورقة الثانية «ُز ُهوٌر»
إن (أمل دنقل) هنا يفتعل ميدان معركة دامية بين الزهور من جهة،
وقاصفيها من جهة أخرى .ويصل الشاعر بزهوره الجميلة تلك إلى لحظة
الفقد الأكبر والموات الأبشع (لحظه إعدامها في الخميلة) ،وكأنه يقول:
إنه يميتها ،بل يعدمها قبل نضوجها ،كالطفل حينما تقتله اليد الغاشمة،
وهو في حجر أمه ،إنه يصعد الحرب على الزهور ،فبدأ بالقطف ،ومر
بالقصف ،وانتهى بالإعدام .إنه الموت المتنامي ،حيث يبدأ بالأقل،
فالأوسط ،فالأكثر ،أو الأبشع ،وليس ذلك غري ًبا على شاعر عاش ،ولا
يزال يعيش مناه ًضا مرضه وواقعه في آن واحد.
َحتَّى ا ْش َت َر ْت َها ا ْل َي ُد ا ْلُ َت َف ِّض َل ُة ا ْل َعا ِب َر ْه يقول أمل دنقل من ديوانه أوراق الغرفة ،8
***
َت َت َح َّد ُث ِل.. القاهرة( 1983 ،ص:)304 -303،
َك ْي َف َجا َء ْت إِ َ َّل؟! َأ«ْ َلَو ُح ِ َسهاَل َب ٌْلي َن ِمإِْنْغاَف ْلا ََءو ٍْةر ِد َ،وإِ َفا َق ْه
َو َع َل ُك ِّل َبا َق ٍة
( َو َأ ْح َزا ُن َها ا ْ َل َل ِكيَّ ُة َت ْر َف ُع َأ ْع َنا َق َها ا ْل ُخ ْض َر)
ََكو ِْهي َيَت َت َتَم ُنَّجوى ُد ِ َلِب َأا ْنْل َفُعا ْم ِ َسر!َها ا ْل ِخ َر ْه! اَِت َتْسَحُم َّد َُثحا ِِم َللِ َهاال َّزِ َفه َر ِبا َطُات َقا ْْهل َج ِمي َل ْه
*** َأ َّن َأ ْع ُي َن َها اِ َّت َس َع ْت َ -د ْه َش ًة-
ُك ُّل َبا َق ٍة..
َب ْي َن إِ ْغ َما َء ٍة َوإِ َفا َق ْه َل ْح َظ َة ا ْل َق ْط ِف،
َل ْح َظ َة ا ْل َق ْص ِف،
َت َت َن َّف ُس ِم ْث ِل ِ -با ْل َكا ْدَ -ثا ِن َي ًةَ ..ثا ِن َي ْه َل ْح َظ َة إِ ْع َدا ِم َها ِف ا ْل َخ ِمي َل ْه!
َو َع َل َص ْد ِر َها َح َم َل ْت َ -را ِض َي ًة..- ***
اِ ْس َم َقا ِتلِ َها ِف ِب َطا َق ْه!!».. َت َت َح َّد ُث ِل..
(مشاهد الزهور) َأَأُث َّْني َّمَِدهاَأ َيفاَاَسقْلَُق َْنتَاط ِد َْعيت َ َنل ِمَْ .نع ْر َع َِلض َه َاع ْرِفِش َُهزا َج ِاف ِج َااْل َلب ّد َ َسكاا ِت ِكيي ِنِنَ ،أ ْو َب ْي َن
***