Page 57 - m
P. 57

‫‪55‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

      ‫وقال المعتمد في إِثر ثورة ابنه عبد الجبار(‪:)18‬‬                    ‫يزي ٌد فهل عند الكواك ِب من خب ِر‬
                        ‫كذا يهلك السيف في جفنه‬                            ‫ترى زهرها في مأتم كل ليلة‬
                        ‫إلى هز كفي طويل الحني ِن‬
                      ‫كذا يعطش الرمح لم أعتقله‬                         ‫تخمش له ًفا و ْس ًطه صفح َة البد ِر‬
                       ‫ولم تروه من نجيع يميني‬                           ‫ينحن على نجمين أثكلت ذا وذا‬

                    ‫كذا يمنع الطرف علك الشكيم‬                       ‫وأصبر ما للقلب في الصبر من عذ ِر‬
                            ‫مرتقبا غرة في كمي ِن‬                           ‫أبا خالد أورثتني الهم خالدا‬

                         ‫كأن الفوارس فيه ليوث‬                       ‫أبا النصر م ْذ ودعت ودعني نصري‬
                        ‫تراعي فرائسها في عري ِن‬                          ‫وقبلكما قد أودع القلب حسرة‬
                         ‫ألا شرف يرحم المشرفي‬
                        ‫مما به من شمات الوتي ِن‬                        ‫ت َج ِدد طو َل الدهر ثك َل أبي عمرو‬
                        ‫ألا كرم ينعش السمهري‬               ‫وهنا نلاحظ الحزن الشديد‪ ،‬والتفجع الوبيل‪،‬‬
                        ‫ويشفيه من كل داء دفي ِن‬         ‫والحسرة المحرقة على َول َد ْيه‪ ،‬هذا أثار الحسرات‬
                                                       ‫الكامنة على فقد ابنه أبي عمرو سراج الدولة الذي‬
                             ‫ألا ِحنة لابن َمحنية‬     ‫كان على قرطبة‪ ،‬وظل بها إلى أن هاجمه ابن عكاشة‬
                     ‫شديد الحنين ضعيف الأني ِن‬           ‫سنة ‪468‬هـ‪ ،‬فدافع عنها‪ ،‬وخرج لملاقاة عدوه‪،‬‬

                         ‫يؤمل من صدرها ضمة‬                               ‫وقتل بعد أن سقط عن جواده‪.‬‬
                          ‫تب ِوئه صدر كف معي ِن‬
‫وعندما تم إخمادها‪ ،‬انقطع‬                                       ‫زقاق المعتمد بن ع َّباد في مدينة العرائش شمال المغرب‬
     ‫حبل الأمل الذي كان‬
‫المعتمد متم ِس ًكا به‪ ،‬وانطفأ‬
 ‫بصيص النور الذي كان‬
  ‫يمني نفسه بأن يصبح‬
    ‫شم ًسا ساطعة‪ ،‬فأكل‬
     ‫الحزن قلبه‪ ،‬وسكنت‬
     ‫الحسرة كل جسده‪،‬‬
 ‫حتى أطلق ليأسه العنان‬
     ‫صار ًخا بكل قوة(‪:)19‬‬
    ‫تؤ ِمل للنفس الشجية‬
                  ‫فرج ًة‬
‫وتأبى الخطوب السود إلا‬
                  ‫تماديا‬
  ‫لياليك من زاهيك أصفى‬
                ‫صحبتها‬
   ‫كذا صحبت قبل الملوك‬
                  ‫اللياليا‬
     ‫نعيم وبؤس ذا لذلك‬
                  ‫ناسخ‬
     ‫وبعدهما نسخ المنايا‬
                 ‫الأمانيا‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62