Page 60 - m
P. 60
العـدد 56 58
أغسطس ٢٠٢3
كريم أبو زيد
مداخل الجحيم..
سؤال ال ِشعر واقتراحات
ال ِشعرية في ديوان
«ببطء كأنه كبرياء»
يمر الزمن فنتنهد مرتاحين بعدما حا َص َرنا بثقله ،وحي ًنا نحزن على
فواته ون ِح ُّن إليه ويكون المعيار هو الحمولة الذي يمثلها هذا الزمن
ودرجات اقترابها من السعادة أو التحقق أو الحزن أو الشقاء ،لهذا فمن
الحيل النفسية التي يلجأ إليها البشر -ربما بشكل لا واعي -استدعاء
لحظات توهج الذات من الذاكرة لتمثل مد ًدا لتحمل قسوة الحاضر..
وتخرج الشعرية في هذه الحالة من جماليات التماهي الكامل بين
تفاصيل الزمن ْين والواقع ْين ،والمفارقات التي تقتنص لحظا ٍت من الكشف
الذي يتوهج عند الاحتكاك القوي.
والمنشغل والقلِق الذي يدخل العملية الإبداعية من في ديوانه «ببطء كأنه كبرياء» الصادر عن دار
بوابة طرح اليقينيات جانبًا واختبار احتمالات
الدراويش ،ألمانيا ،2022يطرح علينا الشاعر
أخرى طول الوقت ،وهو ال َق َلق الذي ظهر جليًا في مؤمن سمير عم ًل مثي ًرا للتأمل ،حيث يقدم اقترا ًحا
أعماله السابقة على شكل طرائق وأساليب فنية
جماليًّا يقوم على طرح مضمر لسؤال كبير ُيعنى
متعددة ومفتوحة على التأويلات ،لك َّن هذه الرغبة بال ِشعر ومداخله ومنطلقاته ،وتقديم إفادته بشكل
المحمومة في عدم التسليم بأي منجز والبحث الدائم فني متض َّمن عبر الأداء الشعري في الديوان ،لتظهر
عن آفاق جديدة ،ربما تركزت وتجمعت تجلياتها الاحتمالات في مرآة المتلقي المرنة والمتسعة ،مما
كسؤال مؤسس في هذا الديوان بالذات. قد يؤدي في النهاية لتضفير العلاقة بين أطراف
ينشغل المبدع هنا بسؤال ال ِشعر والمداخل التي العملية الإبداعية ،ال ِشعر والشاعر والقارئ،
تؤدي إلى خلق وجود فني وتحقيق كيان ِشعري، لتتعاضد في خلق المعنى وإنتاج الدلالةُ .يظهر هذا
والقيم الجمالية التي تصلح عند رفدها بالطاقة العمل كيف أن الشاعر يتبدى في هيئة المهموم