Page 112 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 112

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪112‬‬

                                                      ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

 ‫لاعبين مميزين‪ ،‬وأحيا ًنا نجوم‪ ..‬لا يعلم إن كان من‬       ‫لك التوفيق‪ ،‬لا يريد أن يرتفع نجمك على حساب‬
 ‫حسن حظه أم من سوء طالعه أن تم التعاقد بالفعل‬            ‫أفول نجمه‪ ..‬ليس مرائيًا ولا ُمخاد ًعا‪ ..‬لو أنك في‬
‫مع الخبير‪ ..‬صاحب اسم معروف يكفي لأن لا يعطي‬             ‫موقفه لفعلت‪ ..‬لا أحد يحب أن تتف َّوق عليه‪ ،‬فض ًل‬
‫لأحد مجا ًل ليتد َّخل في عمله أو يفرض عليه رؤيته‪..‬‬
                                                                       ‫عن أن تسلبه مجده لتبني مجدك‪.‬‬
            ‫أو يجبره على هذا أو ذاك من اللاعبين‪.‬‬             ‫صدقت حين قلت يو ًما لأصدقائك إنه عش‬
  ‫لا مناص سيدخل المعترك مع الآخرين‪ ..‬يطمئنه‬                ‫دبابير‪ُ ..‬ك ٌّل لا ِب ٌد في وكره متشبث بعرينه‪ ..‬لن‬
 ‫أن الرجل سيقرأ التقارير الوافية‪ ،‬ويشاهد ما حوته‬      ‫يسمح لك بالاقتراب‪ ..‬سينهشك إن حاولت‪ ،‬وسيقف‬
                                                        ‫إلى جانبه بقية الرفاق‪ ..‬سيعينونه عليك‪ ،‬حتى وإن‬
   ‫التسجيلات من مباريات‪ ..‬وهو في النهاية مدرب‬          ‫كانوا يحبونك ويق ِّدرون موهبتك‪ ..‬عليك أن تصبر‪..‬‬
       ‫جديد‪ ..‬يعنيه أن يقدم ‪-‬كإنجاز ُيحسب له إن‬        ‫تتعب وتجتهد وتكد حتى يألفوا قربك ووجودك في‬
                                                        ‫الملعب بينهم‪ ..‬سيأتي يوم يشحب فيه بريق نجم‪،‬‬
   ‫استطاع‪ -‬أكثر من لاعب جديد‪ ..‬لكن يظل التقييم‬           ‫و ُيدفع دف ًعا إلى الاعتزال‪ ،‬أو ُيصاب إصابة بالغة‬
   ‫عسي ًرا مع فريق زاخر بالنجوم‪ ..‬التفريط في نجم‬
                                                                    ‫تقعده وتختصر عليك طول المشوار‪.‬‬
         ‫خسارة‪ ،‬وصناعة آخر ليس بالأمر اليسير‪.‬‬              ‫أوشك السيزون على الانتهاء‪ ..‬لم يكن سيئًا‬
    ‫سيبدأ‪ ..‬ليس تما ًما كيوم أن جاء برع ًما ليجتاز‬    ‫لفريق الكبار‪ ..‬حل ثالثًا في ماراثون الدوري ‪ ،‬وودع‬
 ‫الاختبارات‪ ..‬يبقى له رصيد جدير بالاحترام‪ ،‬تدعمه‬          ‫مسابقة الكأس من دور الأربعة‪ ..‬وكانت النهاية‬
   ‫السجلات واللقطات‪ ..‬ويبقى أي ًضا القلق من وعلى‬           ‫له خير ُمفتتح‪ ..‬لعب قلي ًل‪ ،‬لكن أجاد‪ ..‬صنع ما‬
‫مصير مجهول‪ .‬هذه كرة قدم‪ ،‬وهذا ميدان حر‪ ،‬ينحاز‬          ‫يضعه غ ًدا في الحسبان‪ ..‬ترك تذكا ًرا‪ ..‬هد ًفا جمي ًل‬
  ‫لمردودك الآني‪ ،‬لا لسبق ما قدمت من إبداع‪ ..‬وهذا‬        ‫في مباراة توديع الكأس‪ ..‬ومع لداته تألق كعادته‪،‬‬
  ‫صاحب قرار‪ ..‬ينحاز لرؤيته وينتقي بدقة كوكبته‪،‬‬
    ‫الذين يطمح إلى أن يحقق بهم ما وعد من إنجاز‪.‬‬                       ‫وقادهم لحمل درع بطولة الشباب‪.‬‬
    ‫قلق هو‪ ،‬ونقل هواجسه إلى كل من هم حوله‪،‬‬                 ‫شهر ويبدأ التحضير للموسم الجديد‪ ..‬شهر‬
                                                        ‫استرخاء فيه ُترسم المصائر و ُتحسم الأمور‪ ..‬من‬
      ‫أسرة وأهل وأصدقاء‪ ..‬نجح في كليته‪ ،‬وانتقل‬          ‫يبقى‪ ،‬ومن سيرحل‪ ،‬ومن القادمون من المجهول!‬
     ‫إلى عامه الجامعي الأخير‪ ..‬فرح من دون شك‪،‬‬         ‫إن استمر الجهاز الفني ست ْرجح كفة الاستقرار‪ ..‬قيد‬
 ‫وفرح الآخرون‪ ..‬لكن هذا ليس شاغلهم‪ ..‬المستقبل‬            ‫البارزين ‪-‬وهو في طليعتهم‪ -‬ممن تجاوزوا سن‬
 ‫المنشود ليس هنا‪ ..‬من محراب الجامعة‪ ،‬بل هناك‪..‬‬           ‫الشباب‪ ..‬استبدالهم بمن لم يكن لهم على البساط‬
    ‫فوق العشب الأخضر‪ ،‬وبين صيحات المدرجات‪.‬‬
     ‫لا تزال كرته المنتفخة القديمة معه‪ ..‬يلاعبها‬                   ‫الأخضر وجود محسوس ولا مردود‪.‬‬
  ‫بقدميه ورأسه‪ ..‬يأخذها إلى سريره في أحضانه‪..‬‬          ‫وإن تقرر ‪-‬حسبما قيل‪ -‬التعاقد مع خبير أجنبي‬
    ‫تداعب أحلامه التي يو ًما ما خذلته‪ ..‬يناشدها ألا‬     ‫سيتج َّمد كل شيء إلى أن يأتي «الخواجة»‪ ،‬ليختار‬
  ‫تتخلَّى عنه‪ ..‬ألا تخذله الآن عند هذا الملتقى الوعر‬   ‫مساعديه‪ ،‬ويرى على الطبيعة لاعبيه‪ ،‬القدامي منهم‬
  ‫من مفترق الطرق‪ ..‬يذ ِّكرها بعشقه الأبدي لها‪ ،‬بأنه‬     ‫والصاعدين والقادمين‪ ..‬يضع يديه على تشكيلته‪..‬‬
   ‫لم يعرف في حياته غيرها‪ ..‬باستسلامه لغوايتها‪،‬‬
  ‫وهو الذي يجيد فن مغازلتها‪ ،‬فأرضاها وأرضته‪..‬‬             ‫من تضمهم قائمة القيد للموسم الجديد‪ ..‬ويقول‬
    ‫أقسم عليها ألا تخونه‪ ..‬أن تبر بوفائها كما أوفى‬                    ‫كلمة الفصل في شأن المستبعدين‪.‬‬
       ‫ساج ًدا في محرابها‪ ..‬ألا تحكم عليه بالشتات‪،‬‬
‫بالضياع‪ ،‬بالذبول‪ ،‬بالموت‪ ،‬إن أعطت له غ ًدا ظهرها‪.‬‬        ‫لائحة المسابقة دائ ًما قاسية‪ ..‬تحصر القيد في‬
                                                         ‫عدد محدود ‪ ،‬قد يضطرك للاستغناء عن خدمات‬
   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117