Page 114 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 114

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪114‬‬

                                                       ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

                                                                   ‫د‪ .‬محمد سمير عبد السلام‬

        ‫التخييل المجازي للذات‪:‬‬
‫قراءة لديوان «قبلات مستعارة»‬

  ‫للأطياف‪ ،‬والصور التأويلية لكينونة الأنثى‪ ،‬والآخر‪،‬‬    ‫تتواتر الإحالة إلى الذات المتكلِّمة –في بنية الخطاب‬
 ‫وحياة الأشياء‪ ،‬وتكوينات الفن من داخل مرآة الوعي‬
                                                          ‫الشعري– في ديوان «قبلات مستعارة» (أتيليه ضي‬
      ‫الأنثوي التي تعكس بنية الضمير الخاصة دون‬              ‫بالقاهرة‪ )2019 ،‬للشاعرة المصرية المبدعة رضا‬
   ‫مركزية؛ فهي تضع ذلك الضمير نفسه في موضع‬              ‫أحمد؛ ولهذه الإحالة المتك ِّررة دلالات تتعلق بالتشكيل‬
                                                       ‫المستمر للكينونة الأنثوية المجازية من خلال جماليات‬
      ‫المساءلة‪ ،‬والسخرية ما بعد الحداثية أحيا ًنا‪ ،‬أو‬     ‫قصيدة النثر‪ ،‬وبنيتها التصويرية التي تؤكد شعرية‬
  ‫تقوم بتخييله كأثر في تداعيات الكتابة‪ ،‬واستبدالاتها‬   ‫الاختلاف‪ ،‬وتداعيات الكتابة الحرة التي تسمح بالتكرار‪،‬‬
‫المحتملة طب ًقا لمنظور دريدا‪ ،‬أو يعزز خطاب الشاعرة‬           ‫الذي يتضمن الاختلاف ما بعد الحداثي في بنيته‬
  ‫من الرؤية من الخارج لذلك الضمير الذي يقع ضمن‬          ‫النصية‪ ،‬التي تحتمل تع ُّدد الهوامش الدلالية‪ ،‬والإكمال‬
                                                        ‫دائ ًما؛ ومن ثم تحيلنا الشاعرة إلى كينونة المتكلمة في‬
     ‫تحولات أنثوية مجازية قابلة لإعادة التكوين‪ ،‬من‬     ‫سياق من التفاعل المجازي بين الذات‪ ،‬والعالم‪ ،‬والآخر‪،‬‬
 ‫منظور الكاميرا التسجيلي الشعري في بنية القصيدة‪.‬‬       ‫والعناصر الكونية‪ ،‬والأشياء الصغيرة‪ ،‬وتكوينات الفن‪،‬‬
  ‫ويرى جاك لاكان ‪-‬في بحثه التجريبي عن ضمير‬
                                                                    ‫وشخصياته التي قد تنبعث عبر التناص؛‬
      ‫المتكلم‪ ،‬وعلاقته بالكلام‪ ،‬ونشأة اللغة في كتابه‬                ‫مثل ماكبث‪ ،‬أو تصير كظاهرة تصويرية‬
     ‫«مدلول الضمير في التصور الفرويدي سيمينار‬
 ‫‪ -»2‬أنه يمكن تص ُّور لحظة نشوء‬                                          ‫تشكيلية داخل لغة النص الشعري‬
     ‫اللغة‪ ،‬والكلام في بنية‬                                                   ‫الخاصة مثل صورة التابوت‬
     ‫زمنية محددة‪ ،‬تتضمن‬                                                            ‫الحجري الصامت الذي‬
      ‫فعل التأمل الذاتي في‬                                                        ‫يذكرني بعوالم صمويل‬
 ‫الرموز القابلة للاستعمال‪،‬‬                                                                ‫بيكيت‪ ،‬ونزوع‬
  ‫كما يمكن تصور الضمير‬                                                                 ‫شخصياته أحيا ًنا‬
   ‫كفعل للتأمل حول الذات‬                                                              ‫إلى بلاغة الاختفاء‪،‬‬
  ‫نفسها‪ ،‬كما نعاين وظيفته‬                                                            ‫أو بلاغة التحول عن‬
  ‫في تفكيرنا النظري‪ ،‬وفي‬                                                              ‫لحظة الحضور من‬
‫عمليات التخوف التلقائي من‬                                                                       ‫داخلها‪.‬‬
‫الرغبات التي تتصل بالذات‪،‬‬                                                                  ‫نكاد نلمح‬
‫أو التي تنفصل عنها‪ ،‬ويربط‬                                                                 ‫–إ ًذا– الانعكاس‬
‫لاكان بين الضمير وعمليات‬                                                                       ‫الشعري‬
‫الانعكاس في الوعي‪ ،‬وكذلك‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119