Page 219 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 219
أثير وجه التشابه بين أحمد زكي
والفنان الأمريكي آل باتشينو
في القدرة على نقل الأحاسيس
الإنسانية ،بالفعل جاء التشبيه
منطق ًّيا ،كلاهما تنطق عيناه
كلسانه وجسده ،منهما أطللنا
على عوالم نفسية مع َّقدة
وصراعات داخلية تموج في النفس
وهم للأسف يقدمون أعما ًل التي ُحرم منها صغي ًرا يتي ًما في إثبات الذات في بيئة
لا ترقى لرؤية والتزام وعطاء -ومنحته السينما إياها طو ًعا فنية متواضعة مختلفة عن
المؤ ِّسسين الأوائل والأجيال التقدم والصناعة الهوليوودية
اعترا ًفا بعبقريته الفنية: المذهلة يحتاجها وتسعده،
التالية لهم ،ممن جعلوا من «بيقول لي excellentيا
أفلامهم تاري ًخا نتعلم منه قبل ولاد الكلب» ،هذه الواقعة موقف روبرت دي نيرو
تكشف عن الطفل البريء عندما كان رئيس لجنة تحكيم
أن نباهي به ،وضمنهم يقف في قلب فنان عظيم تجيء
أحمد زكي بين المتص ِّدرين بعد تعب ومجهود وبذل مهرجان موسكو المعروض
لا محدود على مذبح فن فيه فيلم زوجة رجل مهم،
للواجهة ..واجهة أحلامنا التشخيص ،حرث وزراعة عندما قابل أحمد زكي:
الجميلة وتجاربنا الصادقة. سنوات طويلة أثمرت في You are an excellent
النهاية عن منجز فني يستحق actor
عند بوابة القصر نرى القراءة كمشروع متكامل
أحمد زكي نفسه قاب ًعا على مرة تتلوها أخرى ،مشروع ضحك قائ ًلexcellent :
بابها يتأ َّمل هذا البناء المذهل من شأنه إلهام أجيال جديدة يعني ممتاز صح؟ ومن فرط
من ممثلي السينما المصرية
بعين الناقد ،وتلك ميزة المتوعكة بشدة منذ سنوات سعادته أخذ يتقافز وسط
الفنان وعيبه :عدم الرضا عما طالت ،وقد آن أوان الإفاقة الوفد المصري وهو ير ِّدد
يقدمه ،وربما لو رضي الفنان في سبيل وعي جديد نحو في بهجة الدنيا ،تلك البهجة
فن السينما ونحو واجبها
لماتت موهبته وتجمدت، تجاه وطنها ،وتجاه تاريخها
أحمد زكي الفتى الريفي المجيد منذ أكثر من قرن
الغلبان الذي اقتحم بوابات مضى ،ذلك التاريخ يضع
العاصمة فنجح بموهبته جميع صناعها في حرج بالغ
وعمله فقط ،في تجربته
الشخصية نفسها نجد قب ًسا
من صلابة المصري وإيمانه
وقدرته على الخلق والإبداع
حتى في أصعب الظروف