Page 221 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 221
221 الملف الثقـافي
الشيخ» ابن حارة «دعبس» اختبارات المعهد العالي للفنون بعد عام من ولادته صار
بالحسينية تلك البيئة الفقيرة المسرحية ،فيضع أُولى يتيم الأب ،ونتيجة لثقافة
المجتمع والبيئة ال ُمحيطة
التي يعمل فيها والده على بصماته الفنية في أعين كبار
عربيِّة كبدة وأمه كبياعة المسرح المصري ،فيسمع اضط َّرت والدته إلى الزواج
وهو ب ُعمر الرابعة من رجل
سريحة الذي تجمعه علاقة طالبين يتبادلان الحديث على لم يتقبَّل وجود ذلك الطفل،
حب بـ «زينب دياب» ابنة بيَّاع لسان خال أحدهم بأن الفنان ورحلت معه تا ِرك ًة طفلها ينشأ
َو َسط أقاربه ليعتبر نفسه يتيم
لحمة الرأس والد َّللة ،نظر والمخرج المسرحي «نبيل الأب والأم و ُيح َرم من حقه
إليه أنه أحمد زكي الأسود الألفي» انبهر بـ «الولد الأسمر في حياة عادية بسيطة ،الأمر
صاحب الشعر الأكرت والهيئة الذي انعكس عليه لاح ًقا في
القبيحة ،الذي يقع في حب الميكانيكي» فيشعر الشا ُّب تش ُّككه لحقيقة مشاعر الحب
سندري َّل الشاشة ،وتع َّجب بالفخر بنفسه ،ويصفه لاح ًقا والاهتمام التي ظل يحصل
من كيف لهذا أن يقع في ُحب «علي فهمي» بطالب سنة أولى
الأميرة؟! وضاع الفيلم الأول. عليها من أقاربه ،فيص ُّف
ثم تأتي الضربة التالية المريض بالفن. علاقته بال ُحب أنها كانت علاقة
حينما اختلفت السندريلا مع
المخرج «سيد عيسى» في يا فرحة ما ت ِّمت ُمب َهمة تقع في منطقة رمادية
فيلم شفيقة ومتولي الأمر خدها الغراب وطار اللون ،علاقة هي أقرب لشعور
الذي تر َّتب عليه تو ُّقف الفيلم
وقتها ،لتلحقها الضربة الثالثة يحكي أحمد زكي عن َم ْن حوله بالعطف والشف َقة
باستبعاد النمر الأسود من بداية ذهبيَّة سافرت به إلى عليه فيدفعه ذلك الموقف
الفيلم الثالث لعدم تحقق رؤية أبعد سماء ل ُيحلِّق هناك من للبحث عن ماهية أحمد
المخرج التي رسمها للض َّجة السعادة حينما تم ترشيحه زكي وإصراره على إيجاد
التي كان ينتظرها ،ليعود من لدور «إسماعيل الشيخ» بفيلم
سمائه إلى الواقع م َّرة أخرى. «الكرنك» ،وقام بتوقيع العقد طريقه للتم ُّيز ،فبحث عنه في
وفي حقيقة الأمر عندما بعد إعجابه الشديد بالدور، التف ُّوق الدراسي ليكون سببًا
سمعت هذه الق َّصة لأول م َّرة وعلى جانب آخر أُسنِ َد إليه
عدت إلى أمنيتي المستحيلة دور «متولِّي» بفيلم «شفيقة ليصطدم من خلاله بنقطة
في أن أصبح صديقة أحمد تحول لحياته خلال مرحلة
زكي المق َّربة حينها لأخبره ومتولي» ،ولانتشار خبر
بكل صدق بأمرين ،الأول قيامه بدور بطولة في فيلمين الثانوي الصناعي.
هو أنني أتع َّجب لفكرة أن مع «السندريلا» تعاقد ُمخرج لمس أحمد زكي موهبته
تتح َّكم أشكالنا في مصائرنا
وأمقتها بش َّدة ،والثاني أنه فيلم ثالث على بطولة فيلم الفنيَّة في بواكيِر ُعمره،
بالفعل جميل الشكل بلونه معه معتم ًدا على الض َّجة التي ويعود الفضل في ذلك إلى
مدير مدرسته العا ِشق للفن
الأسمر وشعره الأكرت، سيحدثها الفيلمان الآخران والديكور حيث استغل جميع
وكنت سأطلب منه حينها وقلِّة أجر الفنان الشاب أقسام المدرسة في الاهتمام
أن يعرض عل َّي مشا ِه َد ُه من بالمسرح ،الذي وقف عليه
فيلم «الكرنك» وأصفق له في المبتدئ ،ولكن يحدث ما لم التلميذ الأسمر وأدرك من
النهاية إيما ًنا بموهبته وأختتم يتوقعه و ُيفاجأ قبل تصوير خلاله حقيقة الفنان الذي
مشهده بفيلم «الكرنك» بخبر يوجد بداخله؛ ليكون سببًا
رفض مو ِّزع الفيلم «حسين
الصبَّاح» لاشتراك أحمد زكي في تحوله عن استغلال
بالفيلم لأسباب بعيدة تما ًما مجموعه العالي للدخول
عن موهبتة الفنيَّة ،فبد ًل من إلى كلية هندسة ليتق َّدم إلى
أن ينظر إليه أنه «إسماعيل