Page 223 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 223
223 الملف الثقـافي
بأن الفيلم سيكون ثقي ًل على ذهب إليه الجمهور من أجل من فيلم الأعمال
القلب ،وهي ال ُمعادلة الصعبة نادية الجندي وفريد شوقي، «البيضة «عوني
خرج منه مصف ًقا لأحمد زكي. والحجر» سليمان»،
التي مزجت بين الفلسفة متأل ًقا
والكوميديا واستطاعت في )٢ في بدلته
ونظارته
ضوء ذلك أن تسخر من البيضة وال َح َجر 1990 ليظهر م َّرة
الواقع. أخرى لـ
ُر َّبما لا يعلم الكثيرون أن «وردة»،
ويت ِّوج نجاح السيناريو الشكل الأ َّولي لهذا العمل ُكتب ويتع َّمق
اختيار أحمد زكي للقيام أكثر في ال ُمج َت َمع الذي ُيطارده
ببطولة هذا العمل ،وكيف كمسرحيَّة ،و ُر ِّشح لبطولتها ليستطيع أن ينفذ الخ َّطة التي
لا يقوم ِبه وهو الفنان الفنان «محمود عبد العزيز» جاء من أجلها حي «الباطنيَّة»،
ولكن يتد َّخل القدر لتتح َّول وبعد أن استطاع جذب ور َدة
ال ُمث َّقف الذي لا يعتمد فقط إلى سيناريو فيلم وتتحقق لخطته تذهب إليه مقر عمله
على موهبته أو يستغلها رغبة السيناريست ال ُمتميِّز وتتع َّرف على شخصيَّته
محمود أبو زيد في العمل مع الحقيقيَّة« ،الضابط أحمد»
من أجل تحقيق عائد مادي إمبراطور السينما المصر َّية. الذي يرتدي بدلة الضابط
دون احترام عقله في المقام عندما نسمع اسم «البيضة ويحاول عقد اتفاق معها،
الأول واحترام ال ُمشا ِهد ،فهو والحجر» نذكر تلقائيًّا الفنان وأخي ًرا يتن َّكر لم َّرة ثالثة كبائع
الطالب الذي اهتم بالقراءة في أحمد زكي ،ويتو َّجب علينا أن مناديل في إحدى إشارت
سنوات تشكيل شخصيِّته، نعطي نفس القدر من الاهتمام المرور طب ًقا لما اتفق عليه مع
للسيناريست ،فمن الأسباب وردة.
والفنان الكبير الذي ظل في «الباطنيَّة» نحن نتح َّدث
ُينادي بأهميتها بجانب أهمية الرئيسة لنجاح هذا العمل عن أربعة شخصيَّات مختلفة
الحصول على الدعم المعنوي الفكرة الرئيسيَّة التي يقوم بشك ٍل كامل لك ٍّل منها ملامحها
عليها الحوار ،وهي الصراع الخا َّصة التي لا تتقاطع مع
في تنمية أي موهبة. بين ال ُخرافة والعلم ،واستطاع ال ُأخرى ولا يجمعها سوى
«الأوضة دي لو ماسكنتش شيء واحد أحمد زكي ،وخطة
ستبقى وصمة عار في جبين أبو زيد بثقافته ودراسته إيقاعه بتجار ال ُمخ ِّدرات،
ورؤيته أن ُيق ِّدم للجمهور و ُيعتبر من أهم الأفلام التي
مصر ،وتصبح دلالة قاطعة حوا ًرا ُممت ًعا وسيناريو قو ًّيا ق َّدمها الفتى الأسمر في
على جهل النَّاس وانحطاط ق َّدم فيها الفلسفة دون أن ين ُفر رسالة واضحة كأنه يقول
الثقافة وانهيار التعليم».. ال ُمشا ِهد منها أو أن يشعر لكل المنتجين والمخرجين
بهذه ال ُجملة ُيقرر أن يقبل والمشاهدين «سأكون
« ُمستطاع الطعزي» التح ِّدي أسطورة السينما المصر َّية».
الذي فرضته عليه رغبته في ويت ِّوج هذا النجاح مقولة
إنقاذ التعليم ،ومن ُهنا يظل النا ِقد الفنِّي طارق الشنَّاوي
ينتقل بين ُمستطاع ُمد ِّرس عن النمر الأسود :الفيلم الذي
الفلسفة و ُمستطاع المشعوذ،
ورغم أن الشخصيتين لا
يجتمعان ،إ َّل أن الأولى كانت
تقود الثانية وفي هذا الانتقال
تك ُمن الصعوبة ويصل
الصراع إلى ذروته بين
المشعوذ المث َّقف وال ُمجت َمع.
استطاع أحمد زكي أن