Page 224 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 224

‫العـدد ‪١٩‬‬                               ‫‪224‬‬

                                     ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

   ‫كثيرة‪ ،‬والشخصيَّات مليئة‬           ‫من محاربة رغباته وشهواته‬                      ‫ُيذا ِكر شخصية ُمدر ِّس‬
     ‫بالتناقاضات والصراعات‬             ‫بالاستغناء عن طريق تحكم‬                      ‫الفلسفة وق َّدمها بشكل‬
‫النفسيَّة‪ ،‬خال ًقا بذلِك صدمة في‬                                                ‫خفيف ُمختلف‪ ،‬فلم يتح َّدث‬
  ‫عقل ال ُمشا ِهد؛ لتناوله أبعا ًدا‬      ‫عدوه في أفعاله‪ ،‬وانعكس‬                 ‫بطريقة تحتوي على الكثير‬
 ‫مختلفة من الشخصيَّة تجعله‬            ‫ذلك على الشخصيتين اللتين‬                     ‫من ال ُمصطلحات العلمية‬
    ‫حائ ًرا أمامها‪ .‬فن ِجد قضية‬                                                ‫ال ُمتر َجمة‪ ،‬ولم ُيق َّدم صورة‬
   ‫مجتمعيَّة يقوم عليها الفيلم‬              ‫قدمهما في هذا العمل‪.‬‬                 ‫ال ُمدرس –الرخم– التقليدي‬
‫وهي تجارة ال ُمخ ِّدرات وصراع‬                                                   ‫الذي يقوم على التلقين‪ ،‬بل‬
    ‫الحكومة مع ال ُت َّجار ورغبة‬                       ‫‪)٣‬‬                    ‫كان يتبادل الضحك مع ُط َّلبه‬
    ‫المسئولين في زرع عميل‬                                                       ‫وفي نفس الوقت يحاورهم‬
                                         ‫أرض الخوف ‪2000‬‬                           ‫بالعقل والمنطق‪ ،‬وحينما‬
    ‫بينهم لنقل معلومات عنهم‬                                                  ‫انتقل بضغط المجتمع الصغير‬
                                       ‫بالرغم من اشتراك فيلمي‬                     ‫ُمتمث ًل في سطح العمارة‬
 ‫وعن طريقهم‪ ،‬يكونوا قادرين‬                ‫البيضة والحجر‪ ،‬وأرض‬                  ‫الذي سكنه واستغلال جهل‬
                                                                               ‫الناس بسبب إصرارهم على‬
 ‫أي ًضا على الوصول إلى ُت َّجار‬          ‫الخوف في أن البطل يقوم‬              ‫تعظيمه واعتباره أنه «شخص‬
      ‫الآثار والسلاح ومعرفة‬            ‫بتأدية شخصيتين مختلفتين‬                     ‫واصل»‪ ،‬صار مشعو ًذا‪،‬‬
                                      ‫في آن واحد‪ ،‬إ َّل أن داود عبد‬             ‫فتغيَّرت طريقة حديثه رغم‬
 ‫الفاسدين من رجال ال ُشر َطة‪،‬‬           ‫السيد يأخذنا إلى عالم آخر‬                ‫أنها في باطنها قائمة على‬
    ‫وصراع في قبول ال ُم ِه َّمة؛‬     ‫مليء بالأسئلة الوجود َّية‪ ،‬عالم‬          ‫المنطق‪ ،‬وطريقة ملابسه في‬
     ‫هل يتح َّول ظابط ال ُشرطة‬       ‫يختلف بشكل كامل عن سطح‬                   ‫بعض المشا ِهد ل ُتناسب عمله‬
   ‫ذو الكفاءة العالية إلى رجل‬                                                  ‫الجديد‪ ،‬واستطاع أن يتكيَّف‬
    ‫فا ِسد ُمطارد إلى أج ٍل غير‬         ‫عمارة محمود أبو زيد‪ ،‬في‬               ‫مع مستواه الما ِّدي ويقنع ِبه‬
                                        ‫الفيلم السابق نجد الصراع‬                ‫ال ُمشا ِهد في الحالتين‪ ،‬فهو‬
 ‫معلوم؟ والصراع بين مبادئ‬             ‫واض ًحا‪ ،‬فهي قضية مجتمعية‬                ‫ليس أحمد زكي الفنان الذي‬
                                     ‫من الدرجة الأولى ُتناقش مدى‬             ‫يقوم بالبطولة ويجب أن يظهر‬
 ‫ُتجار المخدرات أنفسهم‪ ،‬بين‬            ‫تغلغل ال ُخرافة وقدرتها على‬                ‫في أجمل شكل له‪ ،‬ولكنه‬
‫اقتناعهم التام ببيع «الحشيش»‬            ‫الصمود أمام العلم‪ ،‬و ُتت َرك‬         ‫ُمستطاع ُمدرس الفلسفة الذي‬
                                        ‫النهاية مفتوحة تأكي ًدا على‬           ‫عندما تم إيقافه عن العمل في‬
   ‫ورفضهم الشديد لبيع نوع‬            ‫استمرارية ذلك الصراع‪ ،‬ولكن‬              ‫المدرسة لم يكن مهت ًّما بنفسه‪،‬‬
    ‫أكثر فت ًكا حتى لا يصيروا‬            ‫من فيلم في أرض داود عبد السيد‬          ‫وظهرت عليه الكآبة متمثلة‬
                                      ‫«أرض الخوف» الصراعات متعددة‪ ،‬والأسئلة‬  ‫في ذقنه المتروكة للنمو‪ ،‬وهو‬
‫ُمجرمين‪ ،‬والصراع بين زملاء‬                                                   ‫ُمستطاع الذي لعب معه الزهر‬
   ‫العمل والغيرة‪ ،‬بين الإيمان‬                                                ‫فاشترى فيللا جديدة‪ ،‬وتح َّول‬
                                                                                  ‫مظهره البسيط الذي كان‬
                                                                                ‫يتناسب مع راتبه ك ُمد ِّرس‬
                                                                              ‫من قميص وبنطلون إلى ذلك‬
                                                                                 ‫الجديد الذي يرتدي البدلة‬
                                                                               ‫في ُكل مكان‪ .‬واختفى مبدأه‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229