Page 226 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 226

‫العـدد ‪١٩‬‬                             ‫‪226‬‬

                                            ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫في أوائل التسعينيات‪،‬‬

        ‫مـيريام جابرييل(*)‬                   ‫وفاته في عام ‪ .2005‬فتظل‬           ‫يصط ُّف الأولاد والشباب‬
                                            ‫تحمل له الذاكرة دور الملاكم‬      ‫في محا ِّل الحلاقة للحصول‬
                          ‫ترجمته بتصُّرف‪:‬‬    ‫المصري الفقير الذي يرتقي‬        ‫على َقصة شعره القصيرة‪،‬‬

                    ‫دينـا نبيـل‬                   ‫إلى العالمية في «النمر‬          ‫يحلِقون رؤوسهم عدا‬
                                                ‫الأسود» (‪ )1984‬مرو ًرا‬        ‫أعلاها أو ما ُيعرف بق َّصة‬
‫أحمد زكي‬                                     ‫بمر ِّوج المخدرات في صعيد‬     ‫«الكابوريا»‪َ ،‬ق َّصة شعر أحمد‬
                                               ‫مصر الذي يسقط بسرعة‬
                        ‫(*) باحثة بمركز‬        ‫صعوده في «الإمبراطور»‬                     ‫زكي الشهيرة‪.‬‬
                          ‫الدراسات العليا‪،‬‬   ‫(‪ ،)1990‬ثم التق ُّمص المتقن‬         ‫أحمد زكي (‪- 1949‬‬
                                            ‫بشكل غريب للرئيس السابق‬
                  ‫بجامعة مدينة نيويورك‪.‬‬     ‫جمال عبد الناصر في «ناصر‬              ‫‪ )2005‬هو أحد أبرز‬
                                                 ‫‪ ،)1998( »56‬حتى أ َّنه‬            ‫الممثِّلين في السينما‬
                                             ‫ُيشار لأحمد زكي عاد ًة لدى‬    ‫المصرية الذي يمت ُّد عمله على‬
                                             ‫جمهور الغرب بال ُممثِّل الذي‬  ‫مدى ثلاثة عقود‪ ،‬ق َّدم خلالها‬
                                            ‫لعب دور «ناصر»‪ .‬تعم ُل تلك‬          ‫أفلا ًما فاصلة في ذاكرة‬
                                              ‫الأفلام جميعها على تجميع‬          ‫جيل بأكمله‪ .‬وللمفارقة‪،‬‬
                                            ‫صورة السلطة الذكورية التي‬        ‫فقد ا َّتسمت بدايات مسيرته‬
                                               ‫تتراوح بين أدوار شديدة‬             ‫الفنية بالتشكيك حول‬
                                             ‫التباين‪ ،‬سواء مسئول داخل‬          ‫مدى تأثيره الفني كممث ٍل‬
                                            ‫مكت ٍب حكومي أو منبوذ على‬          ‫بارز بسبب كونه «شديد‬
                                                                               ‫ال ُّسمرة» و«شديد الفقر»‪،‬‬
                                                          ‫حافة التش ُّرد‪.‬‬    ‫ومع ذلك استم َّرت مسيرته‬
                                                    ‫تكم ُن أهمية أحمد‬         ‫في الازدهار‪ .‬رغم المآخذ‬
                                                      ‫زكي كـ «فنان ذي‬          ‫التي كانت تؤخذ عليه‪ ،‬إ َّل‬
                                                                               ‫أنها ميَّزت صورته العامة‬
                                                      ‫بشرة سمراء» في‬         ‫كمج ِّسد «صادق وحقيقي»‬
                                                          ‫تغييره صورة‬         ‫لصورة المواطن المصري‬
                                                                                 ‫على الشاشة‪ .‬في أوائل‬
                                                        ‫فتى الشاشة في‬             ‫الثمانينيات‪ ،‬على وجه‬
                                                      ‫السينما المصرية؛‬     ‫التحديد ولاسيما في المرحلة‬
                                                     ‫فيظهر في كثير من‬         ‫النيوليبرالية في الاقتصاد‬
                                                       ‫الأحيان في كادر‬         ‫المصري‪ ،‬كان لزا ًما على‬
                                                      ‫كبير على الشاشة‬       ‫المخرجين ال ُجدد تقديم غير‬
                                                                           ‫مسبوق لوجوه جديدة لتأخذ‬
                                                         ‫كاش ًفا عن إرث‬     ‫دور البطولة‪ ،‬ومن بينها كان‬
                                                       ‫من ظهور معايير‬
                                                                                            ‫أحمد زكي‪.‬‬
                                                           ‫جديدة للفتى‬      ‫يظ ُّل اسم أحمد زكي يرن‬
                                                      ‫الوسيم منذ أفلام‬       ‫داخل الذاكرة ويل َقى تفاع ًل‬
                                                       ‫العندليب الأسمر‬        ‫من الجمهور المصري منذ‬
                                                      ‫عبد الحليم حافظ‪،‬‬       ‫منتصف السبعينيات وحتى‬

                                                          ‫وهو ما يؤيده‬
                                                         ‫التَّماس اللاحق‬
                                                        ‫في فيلم «حليم»‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231